وفي يوم الخميس رابعه خلع على المحب ابن الأشقر باستمراره في وظيفة نظر الجيش لكون البرهان ابن الدبري كان سعى فيها سعيا كثيرا ووعد بمال كثير نحو مبلغ ثمانية آلاف دينار ليحملها إلى السلطان وأذعن السلطان وطلع ليستقر في هذا اليوم فانتقض ولبس خلعة الاستمرار ونزل إلى داره في موكب هائل ولم يلتفت إلى غيره.
ومن جمادى الأولى أوله الثلاثاء فيه خلع على ابن الشحنة باستمراره في وظائف القضاء وكتابة السر ونظر الجيش كل ذلك بحلب بعد أن حمل من الأموال والهدايا ما يطول الشرح بذكره فعظم ذلك على الحلببين فأنه أكثر فيهم المكث عليهم وسار في هذه الوظائف بحرمة وافرة.
وفي يوم الجمعة رابعه الموافق لخامس عشري وفي النيل ونزل المقام الفخري ابن السلطان ففتح السد على العادة وللشهاب ابن فضل الله العمري (الرجز)
لِمِصْرَ فَضْلْ بَاهِرْ ... لِعَيْشِهِا الرَّغْدِ النَّضِرْ
فِي كُلِ يَوْمٍ تَلْتَقي ... مَاء الحَيَاةِ والخْضِرْ