زعم الكواسدُ أنَّني متزوجٌ ... منهنَّ أو متعزِّبٌ فمُطيلُ

يا ربّ إنَّ تعزُّباً أختارُهُ ... إنْ كانَ ليس إلى المِلاح سبيلُ

وغالى أعرابيّ في امرأة فلامَه قومه وعنَّفوه فقال:

يقولون قد أغليتَها قلتُ إنَّما ... يُسامي غلاءَ المهرِ من كانَ غاليا

لعَمري لقد أغليتُها وهيَ أهلُهُ ... على حين راعَ الشَّيبُ منِّي الغوانيا

مثله لآخر:

ابتَعتُ ظَبيةً بالغَلاء وإنَّما ... يُعطي الغلاء بمثلها أمثالِي

وتركتُ أسواءَ القِباح لأهلها ... إنَّ القباحَ وإنْ رخصْنَ غوالِي

الحطيئة:

إذا خافك القومُ اللِّئامُ وجدتَهم ... سراعاً إلى ما تشتهِي وتُريدُ

وإنْ أمنوا شرَّ امرئٍ نصبوا له ... عداوتَهم إمَّا رأوهُ يحيدُ

فداوهُمُ بالشَّرِّ حتَّى تذلَّهم ... وأنتَ إذا ما رمتَ ذاك حميدُ

وهم إن أصابوا منكَ في ذاكَ غفلةً ... أتاكَ وعيدٌ منهمُ ووعيدُ

فلا تخشَهم واخشُنْ عليهم فإنَّهم ... إذا أمِنوا منك الصِّيالَ أسُودُ

تأبَّط شرّاً:

وفي عُنقي سيفٌ حسامٌ مهنَّدٌ ... ومُرهفةٌ زورٌ شدادٌ عُيورُها

سَماحيجُ أشباهٌ على قدْر واحدٍ ... تبيدُ أعادِيها وتغلِي قدورُها

وصف نَبلاً فذكر أنَّه يقتل بها الأعادي ويصيد الحمُر الوحشية بها فيغلى من لحومها القدور.

أبو الجوين العبسيّ:

إنِّي امرؤٌ ما تستقرُّ دارهمِي ... على الكفِّ إلاَّ عابراتِ سبيلِ

أحكِّمُ فيها الحقَّ حتَّى أذلَّها ... إذا زادَ عنها الحقّ كلُّ بخيلِ

مثله للغطمَّش الضَّبِّيّ:

ومَن يكُ كفُّه للمالِ سِجنا ... فكفِّي للدَّراهمِ كالسَّبيلِ

يمرُّ الدرهمُ الصَّيَّاحُ فيها ... جواداً ما يعرِّج للمَقيلِ

توبة بن الحميِّر:

وأُغبَط من ليلَى بما لا أنالُهُ ... ألا كلُّ ما قرَّتْ به العينُ صالحُ

فلو أنَّ ليلَى الأخيليَّةَ سلَّمتْ ... عليَّ ودُوني جندلٌ وصفائحُ

لسلَّمتُ تسليمَ البشاشةِ أوزَقا ... إليها صدًى من جانبِ القبر صائحُ

ولو أنَّ ليلَى في السَّماءِ تصاعدتْ ... بطرْفي إلى ليلَى العيونُ الكواشحُ

وهل في غدٍ إنْ كانَ في اليوم علَّةٌ ... دواءٌ لما تلقَى النُّفوسُ الشَّحائحُ

وهل تبكِنِي ليلَى إذا متُّ قبلَها ... وقامَ على قبرِي النِّساءُ النوائحُ

كما لو أصابَ الموتُ ليلَى بكيتُها ... وجادَ لها جارٍ من الدَّمعِ سافحُ

مالك بن وبَر الفزاريّ:

لا يبعِدِ اللهُ قوماً إنْ سألتهمُ ... أعطَوا إنْ قلتُ يا قومِ انْصُروا نَصَروا

وإنْ أصابتهمُ نعماءُ سابغةٌ ... لم يبطَروها وإنْ فاتتهمُ صَبَروا

ومثله لحمزة بن بِيض:

أغلق دون السّماح والجُو ... دِ والنَّجدة باباً حديدُه أشِبُ

لا بطرٌ إنْ تتابعتْ نعمٌ ... وصابرٌ في البلاءِ محتسبُ

برَّزتْ سبقَ الجِياد في مهَلٍ ... وقصَّرتْ دون سبقك العربُ

وقريب منه وإن لم يكن بعينه:

أحبَّني النَّاسُ لحُبِّي لهم ... والسّعيِ في الحاجاتِ للنَّاسِ

وبسطِ معروفي وكفِّي لهم ... وحفظِ إخواني وجُلاَّسي

إن أغنَ لم يخفَ غَنائي وإنْ ... أفلستُ لم يُعلمْ بإفلاسِي

ابن الطَّثريَّة:

ألا قاتلَ اللهُ الهوَى ما أشدَّه ... وأصرعهُ للمرءِ وهوَ جليدُ

فقلْ للهوَى لا يألُوَنِّي جهدهُ ... فليس على ما قد وجدتُ مَزيدُ

دعاني الهوَى من نحوها فأجبتُهُ ... فأصبحَ بي يستنُّ حيث يريدُ

المرّار الفقعسيّ:

أبِالبينِ أمسَى أسفلُ العينِ يلمعُ ... أمِ الهجر يخشاه الفؤادُ المروَّعُ

فيا سلْمَ لا ودعٌ على العيشِ دائمٌ ... ولا الوصلُ إلاَّ ريثَما يتقطَّعُ

فلو أنَّها إذ لم تجنَّ نصيحةً ... أجنَّ الهوَى منها ضميرٌ وأضلعُ

ولو أنَّها إذ لم تجُدْنا بنائلٍ ... تعمِّي على الواشي كما كنتُ أصنعُ

أتانا رسولٌ من سُليمى بأنَّنا ... غَنِينا وقد يغنَى المحبُّ وينفعُ

وبعضُ الغِنَى ممَّا يزيدُ ذَمامة ... وبعضُ الغِنَى ممَّا يزيدُ ويرفعُ

مُكنف بن نُميلة المُزَنيّ:

تذكَّر ليلَى أُمَّ بكرٍ وذكرُها ... جوًى بين أطْلاح الضلوعِ وداءُ

وما ذكرُ ليلَى أُمِّ بكرٍ إذا نأتْ ... بها الدَّارُ إلاَّ حسرةٌ وعناءُ

ولم تجزِني بالودِّ ليلَى ولم يكنْ ... لنا عند ليلَى بالبناءِ قضاءُ

ولا خيرَ في وصلٍ إذا لم يكن له ... على طولِ جرّ الحادثات بقاءُ

وما بحتُ بالسِّرّ الَّذي كانَ بيننا ... وبينكِ إلاَّ أنْ يبوحَ بكاءُ

لعمري لئن قُنِّعتُ بالشَّيب وانكفا ... بما فيه من ماء الشَّباب إناءُ

لقد كانَ ماءُ الحسنِ يدعو إلى الصِّبا ... نساءَ أعارتْها العيون ظِباءُ

وله أيضاً:

يبوحُ بما تُخفِي حَشاً وضلوعُ ... سقيمةُ أطراف الدُّموع جَزوعُ

لها عارضٌ يُبدي الضَّميرَ تهيجُهُ ... طلولٌ تعفَّتْ باللِّوَى وربوعُ

ولي عبراتٌ كلّما عجتُ عوجةً ... على عرصاتٍ خيمُهنَّ صريعُ

وإنِّي لأشقَى النَّاسِ بالدَّمعِ كلّما ... تصدَّع شعبٌ أو أشتُّ جميعُ

يقولون لو عزَّيتَ قلبكَ لم يبحْ ... ضميرٌ ولم تنممْ عليك دموعُ

فقلتُ لهم لا ذنبَ لب إنْ تكلَّمتْ ... دموعٌ جرَى في جريهنَّ نجيعُ

ذو الرُّمَّة:

وأشعثَ مثلِ السَّيفِ قد لاحَ جسمهُ ... وَجيفُ المَهارَى والهمومُ الأباعدُ

سقاهُ الكرَى كأسَ النُّعاس فرأسُهُ ... لدِين الكرَى من آخِر اللَّيل ساجدُ

مروان بن مالك الحنفيّ:

دلفْنا إليهم والسّيوفُ عِصيّنا ... وكلٌّ لكلٍّ يومَ ذاك واكرُ

بجمعٍ تظلُّ الأُكْمُ ساجدةً له ... إذا هزهزتْها في المَسير الحوافرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015