والَّذي دعا الشعراء إلى هذه المعاني حتَّى تمنَّوا أن يكونوا جِمالاً جرِبة وغير ذلك من الأماني الَّتي لا يريدها النَّاس التَّفرُّد وأن لا يأخذهم أحدٌ للجرب الَّذي بهم لأن العرب لا تبغض شيئاً بغضها الجرب ولا تحذر من شيء حذرها منه، وقال آخر في هذا المعنى وإن لم تكن أمنيَّته أن يجعله الله جملاً أجرب ومن يخوى ناقةً جرباء:

ألا ليتَ أنِّي والَّتي لا تُحبُّني ... وحبِّي لها باقٍ إلى يوم أُرمسُ

غزالانِ جوالانِ في صحنٍ مهمهمٍ ... وليس به من سائرِ النَّاس مُؤنسُ

مثله:

ألا ليتنا يا مَيّ في رأس شاهقٍ ... من الطَّود لا يعلُوه كلُّ سحابِ

ويُسدي لنا ربُّ السَّمواتِ رزقنا ... فأرزاقُه تأتي بغير حسابِ

مثله لآخر:

ليتَ أنِّي والَّذي أهْ ... واهُ في فجٍّ عميقِ

حيثُ لا يبلُغُنا الرَّع ... دُ ولا لمعُ البُروقِ

لا ولا يعرفُ مخلُو ... قٌ لنا سمتَ طريقِ

زادُنا طِيبُ صبوحٍ ... من لئامٍ وغبوقِ

فذكرنا من هذا المعنى ها هنا ما فيه مقنَع ولا بدَّ من ذكرنا منه في أضعاف الكتاب.

أما قول ابن الدُّمَيْنة: " إنِّي ليأخذني من حبّها " البيت، فهو مأخوذ من قول ذي الرُّمَّة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015