وجِيدٍ كجيدِ الرِّيم ليس بعاطلٍ ... من الدُّرِّ والياقوتِ والشَّذْرِ حالِيا
كأنَّ الثُّريَّا علِّقتْ فوق نحرها ... وجمرَ غضاً هبَّتْ له الريحُ ذاكِيا
أرَتْكَ غداةَ البينِ كفّاً ومِعْصماً ... ووجهاً كدينار الهرقليِّ صارفِيا
فما بيضةٌ باتَ الظَّليمُ يحفُّها ... ويرفعُ عنها جؤجؤاً مُتعالِيا
ويجعلها بينَ الجناحِ ودَفِّه ... ويفرشُها وَحْفاً من الزِّفِّ وافِيا
بأحسنَ منها يومَ قالتْ أراحلٌ ... مع الرَّكبِ أمْ ثاوٍ لَدَينا ليالِيا
فإنْ تَثْوِ لا تُملَلْ وإن تكُ غاديا ... تُزوَّدْ وتَرجِع عن عُميرةَ راضِيا
ألِكْني إليها عَمرك الله يا فتًى ... بآيةٍ ما جاءت إلينا تهادِيا
تَهادِيَ سيلٍ في أباطح سهلةٍ ... إذا ما علاَ صَمداً تفرَّع وادِيا
ففاءَتْ ولم تَقضِ الَّذي أقبلتْ به ... ومن حاجةِ الإنسانِ ما ليس قاضِيا
وبِتنا وِسادَانا إلى عَلَجانةٍ ... وحِقفٍ تَهاداهُ الرِّياحُ تهادِيا
تُوسِّدُني كفّاً وتَثني بمعصمٍ ... عليَّ وتحنُو رِجلَها من ورائِيا
أميلُ بها ميلَ النَّزيف وأتَّقي ... بها البردَ والشَّفَّانَ من عن شمالِيا
فما زالَ بُردي طَيِّباً من ثِيابها ... إلى الحَول حتَّى أنهَجَ البُردُ بالِيا
وهبَّتْ شمالٌ آخرَ اللَّيل قَرَّةٌ ... ولا ثوبَ إلاَّ درعُها ورِدائِيا
ألا أيُّها الوادي الَّذي صمَّ سيلُه ... إلينا نَوى ظَمياءَ حُيِّيتَ وادِيا
ألا نادِ في آثارهنَّ الغَوانيا ... سُقينَ سِماماً ما لهنَّ وما لِيا
تجمَّعنَ من شتَّى ثلاثاً وأربعاً ... وواحدةً حتَّى كملْنَ ثمانِيا
يعدنَ مريضاً هنَّ هيَّجنَ داءه ... ألا إنَّما بعضُ العَوائد دائِيا
وراهُنَّ ربِّي مثلَ ما قد وَرَيْنني ... وأحمَى على أكبادهنَّ المكاوِيا
أشارتْ بمدراها وقالت لأختها ... أعبدُ بني الحسحاس يُزجى القوافِيا