آخر:
لها بشَرٌ مثل الحرير ومنطقٌ ... رقيقُ الحواشي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ
وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزوميّ:
وحديثٍ بمثله تنزِلُ العُصْ ... مُ رخيمٍ يشوبُ ذلك حِلْمُ
النابغة:
لو أنَّها عرضَتْ لأشمطَ راهبٍ ... عبد الإلهَ صرورة مُتعبِّدِ
لَرنا لبهجَتها وحُسن حديثِها ... ولَخالهُ رُشْداً وإن لم يرشُدِ
كثيّر عزّة:
وأدنَيتني حتَّى إذا ما اسْتبيتني ... بقول يُحِلّ العُصمَ سهلَ الأباطحِ
تباعدتِ عنّي حينَ لا ليَ ملجأٌ ... وخلّيت ما خلّيت بين الجوانحِ
آخر:
ظللنا بيوم عند أمّ محلّم ... نشاوى ولم نشرب طلاءً ولا خَمْرا
إذا صمتت عنا أذنّا بصَمتها ... وإن نطقت هاجت لألبابنا سُكرا
آخر:
وترى لها دلاًّ إذا نطَقتْ ... تركَتْ بناتِ فؤاده صُعْرا
كتساقُط الرُّطَبِ الجَنيِّ من ال ... أفناءِ لا نثراً ولا نزرا
ولأعرابي:
يا رُبّ عيشٍ بالشباكِ رغدِ ... من تمْرٍ بَرْنيٍّ وزُبْدٍ جَعْدِ
وفتيات صادقاتِ الوعد ... حديثهُنَّ مثل طعم الشُّهْدِ
أبو حيَّة النّميري:
حديث إذا لم نخش عيناً كأنَّهُ ... إذا ساقطَتْهُ الشهدُ بل هو أطْيبُ
لوَ انَّك تَستشْفي به بعدَ سكرَة ... من الموتِ كادتْ سكرةُ الموتِ تذهبُ
وقال الأخطل:
وقد تكونُ بها سلمى تحدِّثُني ... تساقُطَ الحَلْي حاجاتي وأسْراري
جرانُ العَود:
حديثاً لوَ أنَّ اللحم يولى ببعضه ... غريضاً أتى أصحابَه وهو منضجُ
أبو حيّة النميريّ:
إذا هنَّ ساقَطْنَ الحديثَ كأنَّه ... سقاط حَصَى المرجان من كفِّ ناظمِ
وشبيه بقول الأعرابيّ:
نظرتُ إليها نظرةً ما يسرُّني ... وإن كنت مسكيناً بها ألف درهَمِ
وهذا الأعرابيّ على ضعفه ومسكنته كانت نظرته إلى من يحبّ أكثر عنده من ألف درهمٍ.
وقال كعب بن زهير:
لأيّ زمانٍ يخبأُ المرءُ نفعَهُ ... غداً فغداً والدهرُ غادٍ ورائِحُ
إذا المرءُ لم ينفعكَ حيّاً فنفعهُ ... قليلٌ إذا رُصَّتْ عليه الصفائحُ
الأصل في هذا المعنى قول الحطيئة:
لا أحسبنّك بعد الموتِ تَنفعني ... وفي حياتي ما زوَّدتني زادي
ومن أمثالهم في هذا قولهم: لأيِّ يوم يخبأُ المرءُ السعة، ومثل هذا قول الشاعر:
إنِّي أُريدك للدنيا وزينتها ... ولا أريدك يوم الدين للدِّينِ
آخر:
كلانا غنيّ عن أخيهِ حياتَهُ ... ونحنُ إذا مِتنا أشدُّ تغانِيا
آخر:
إذا فاتني نفعه في الحياةِ ... فلستُ أؤمِّلُه في المعادِ
آخر:
إذا فاتَ في الدُّنيا الَّذي بك أرتجي ... فنفعكَ عنِّي في المعاد قليلُ
آخر:
وإذا لم يُرجَ للدُّنيا فتًى ... فبعيد أن يرجَّى للمعادِ
آخر:
إذا كان في الدُّنيا رجاءك شاسعاً ... ففي الحشر يغدو وهوَ أنْأى وأشسعُ
أعرابيّ:
ولستُ كمن لم يركب الهولَ بَغْتةً ... وليس لرحْلٍ حطَّهُ الله حاملُ
إذا أنتَ لم تُعرِضْ عن الجهلِ والخنا ... أصبْتَ حليماً أو أصابكَ جاهِلُ
وقال ابن مقبل:
يهزُزْنَ للمشي أعطافاً منعَّمةً ... هزَّ الرِّياح ضُحًى أغصانَ يَبْرينا
يمشين مثل النَّقا مالت جوانبهُ ... ينهالُ حيناً وينهاه الثرى حينا
هذا من جيد ما قيل في المشي وقد ذكرنا قطعة من هذا النوع فيما تقدم، ونحن نذكر ههنا أشياء أخر لم نذكرها قبل هذا الوقت، بل نذكر أموراً شتى من أمور مشي النساء والرجال على ضروب مختلفة مثل مشي السكران وغيره، إذ كان قصدنا أن نعدِّد في هذا الكتاب قطعة في كل نوع من أنواع الشعر. فمن أحسن ما نعرف، وهو أحق بالتقديم لجودة ألفاظه ورقّة معانيه وإحكام بنيته، أبياتٌ لمسلم بن الوليد يذكر فيها مشي امرأة، ولا نعرف في هذا المعنى أحسن من هذه الأبيات، وهي:
مريضةُ أثناء التَّهادي كأنَّما ... تخافُ على أحشائِها أنْ تقطَّعا
تسيبُ انْسِيابَ الأيْمِ أخْصرَهُ النَّدى ... فرفَّعَ من أعطافه ما ترفَّعا
تأمّلتها مغبرَّة وكأنَّما ... رأيتُ بها من سُنَّةِ البدرِ مطْلَعا
إذا ما ملأتَ العينَ منها ملأتَها ... من الدَّمْعِ حتَّى تنزفَ الدمعَ أجْمعا