وإذا جنَيتُ عليه حرباً حاطَنِي ... ولجأتُ تحتَ لَبان لَيثٍ مُخدِرِ
فمضَى وغادرَني أُعالجُ بعدَه ... حربَ النَّوائبِ في زمانٍ مُدبرِ
مغلِّس بن لقيط يرثي أخاه:
سقَى اللهُ أصداءً برقدٍ وذمَّةٍ ... برقدٍ ذهاباً لا تحلِّي غُيومُها
ولا زالَ فينا كلُّ مَيثاءَ يُرتَعَى ... بها النَّورُ والبُلدانُ يُرعَى هَشيمُها
ألا لا أرَى بعد ابنِ زينبَ لذَّةً ... لدُنيا ولا حالاً يَدومُ نَعيمُها
ولا ذا أخ إلاَّ سيفجعُهُ به ... حِمام المنايا حين يأتِي غَريمُها
ابن يربوع بن حنظلة:
يُذَكِّرُني عمراً بكاء حَمامةٍ ... على فَنَنٍ من بطنِ بِيشةَ مائلِ
ترَى أهلَهُ في نعمةٍ وهْوَ شاحبٌ ... طَوِي البطنِ مخماصُ الضُّحَى والأصائلِ
جُمانة ابنة الأحنف الدَّارميَّة:
طلبتُ ولمْ أُدركْ بوجْهي ولَيتَني ... قَعدتُ فلم أبْغِ النَّدَى بعد غائبِ
ولو جاءَ باغِي الخيرِ في عهد سائبٍ ... ثَوَى غيرَ قالٍ أو غَدا غيرَ خائبِ
أقول وما يدري الَّذين غَدَوا بهِ ... على النَّعش ماذا أدْرَجوا في السَّبائبِ
وكلُّ فتًى يوماً سيركبُ مرَّةً ... على النَّعش أعناقَ العدَى والأقاربِ
أعرابيّ من بني سعد يرثي قومه:
ألم ترَ خُلاَّني مضَوا لسبيلهم ... أبانٌ وعمرٌو منهمُ وجريرُ
يقولُ رجالٌ لا يَضيرك فقدُهم ... بلَى إنَّ فقدَ الصَّالحين يَضيرُ
هذا مثل قول الآخر:
وقالَ أُناسٌ لا يضيرك نأيُها ... بلَى كلُّ ما شفَّ النُّفوسَ يضيرُها
أليسَ يضيرُ العينَ أنْ تألَفَ البكا ... ويُمنعَ منها نومُها وسُرورُها
وقريبٌ من هذا المعنى وإن لم يكن بعينه قول الآخر: وقالوا:
لا يضيرك نأى شهرٍ ... فقلت لصاحبي: فلمن يضير
الستمدرل بن شريك:
دَلَّوْه فوق يديَّ تحت رِدائهِ ... خَفِرَ الشَّمائل مُسلَمَ الأسرارِ
جَدَثا تضمَّنَ نائلاً وعفافةً ... أُسْقيتَ من جدثٍ كذاكَ كُبارِ
كاللَّيث يُبطئُ عن أذَى جِيرانه ... ويكون أسرعَهم إلى الأثْآرِ
عبيد بن أيوب العنبري: