أراد أنهم [يريحون إخوانهم فيجيرونهم] .
فإني وثوبي راهب اللج والتي ... بناها قصى وحده فابن جرهم
ولكنني أنفي عنا لذم [والدنا] ... وبعضهم للغدر في ثوبه دسم
ألا أبلغ أبا حفص رسولاً ... فدى لك من أخي ثقة إزاري
أي نفسي.
ثبراً من دم القتيل وبزه ... وقد علقت دم القتيل إزارها
وقال أوس [كامل] :
[نبتت أن] دما حراماً نلته ... وهريق في برد عليك محبر
أي أنت صاحبه، وقال الآخر "كأني نضوت حمائضاً من ثيابها" أي لبست محاراً وخزاً.
رقاق النعال طيب حجزاتهم ... [يحيون بالريحان يوم السباسب]
وقال الخرنق بنت بدر [كامل] :
النازلون بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزرار
737 ويقال: "هو طيب العذرة" والعذرة: البناء، يقول لا يحضر بناءه أحد من أهل الريبة والسوء، قال الشاعر [منسرح] :
كأن لا يحرص الصديق ولا ... يعلم الفحش طيب العذرات
ويقال "هو عفيف الشفة" إذا كان قليل المسألة، و"شديد الجفن" إذا كان صبوراً على السهر.
هذا باب: يريدون أن يجيئوا بالشيء فلا يمكنهم فيأتون بشيء من سببه، يدل عليه
[وعدة عجت عليها صحبي] ... كالنحل في ماء الرضاب العذب
أراد كالعسل، وقال لبيد [كامل] :
بجلالة توفي الجديل، سريحة ... مثل الفنيق، هنأته بعصيم
والعصيم: أثر الهناء، وأثر الخضاب، فأراد هنأته بهناء، فقال بعصيم، لأنه من سبب الهناء، وقال الجعدي [منسرح] :
كأن فاهاً إذا توهم من ... طيب مشم وحسن مبتسم
ركب في السام والزبيب أقا ... حي كثيب تندى من الرهم
أراد أن يقول: ركب في [السام والخمر فلم يمكنه، فقال والسام والزبيب فقد] كان الخمر من سببه، وأما ذهب إلى طيب الرائحة في فيها والسام: عرق المعدن الذي يكون فيه الذهب.
كنوز العراب الفرد يضجبه الندى ... تعالى الندى في متنه وتحدرا
يريد بالندى الأول المطر، وبالندى الثاني الشحم، فسماه باسم الندى، [لما كان سبباً من أسبابه] كما قال أبو دؤاد [خفيف] .
أبلى الإبل لا يحوزها الرا ... عون مج الندى عليها المدام
يريد بالندى الشحم، وبالمدام الغيث الدائم.
هذا باب اتسعت العرب فيه: فجعلوا الفاعل مفعولاً، والمفعول فاعلاً في اللفظ
أسلموها في دمشق كما ... أسلمت وحشية وهفا
قال أبو عبيدة: هذا مقلوب، جعل الفاعل في موضع المفعول.
فلما أن جرى سمن عليها ... كما بطنت بالفدن السياعا
أي كما بطنت بالسياع الفدن.
فلما رأيت الهون والعير ممسك ... على رغمه ما أثبت الحبل حافره
أراد ما أثبت الحبل حافره، قال الأصمعي: "وليس هذا على ما تأول، إنما المراد أن [الحافر] رد الحبل، ومنعه أن يخرج من اليد أو من الرجل، وكذلك أراد الأول "وقال إنما معناه: أسلمت فنجت، أي لم تقع فيه، وقال العباس بن مرداس [وافر] :
فديت بنفسه نفسي ومالي ... ولا آلوك إلا ما أطيق
أراد فديت نفسه بنفسي.
[رأيت] بني شرحبيل بن عمرو ... تماروا، والفجور من التماري
أي: والتماري من الفجور.
وقال الأخطل [بسيط] :
مثل القنافذ هداجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سوآتهم هجر
إنما هو: وبلغت سوآتهم هجر، فقلب.
هذا باب اسمين: يغلب أحدهما فينسب صاحبه إليه
744 قال الأصمعي: إذا كان أخوان، أو صاحبان، أحدهما أشهر من الآخر، سميا جميعاً بالاسم الأشهر كما قال الشاعر [وافر] :