أوعدني بالسجن والأداهم ... رجلي، ورجلي شثنة المناسم
والمنسم إنما يكون للإبل، فجعله للناس.
عجبت لها أنى يكون غناؤها ... فصيحاً ولم تفغر بمنطقها فما
ولا فم لها، وإنما لها منقار، والفم للإنسان.
712 وقال الأصمعي: وإنما فعلت ذلك العرب، عند حاجتها أن تضرب مثلاً لشيء ليس في موضعه، لعلمها أن من سمعه يعرفه، فتفعل ذلك على هذا الوجه، ويقال للرجل: إنه لعريض البطان، ولا بطان له يشد عليه، وإنما يراد أنه لعريض الموسط، ويقال: حرك خشاشه فغضب، وإنما يحرك خشاش البعير، لأراد أنه حرك منه ما يغضب به، ويقولون: لوى فلان عذاره عني، وإنما العذار للفرس، ويقال لو جاريتني لجئت مضطرب العنان، أي مسترخي العنان.
وهذا باب: ما حرفوا الاسم فيه عن جهته وغلطوا فيه
فإن تنسنا الأيام والدهر تعلموا ... بني قارب أنا غضاب لمعبد
أراد لعبد الله، وهو أخو دريد، ويدل على ذلك قوله في هذه القصيدة:
تنادوا فقالوا: أردت الخيل فارساً ... فقلت أعبد الله ذلكم الردى
وسائلة بثعلبة بن سير ... وقد علقت بثعلبة العلوق
يريد بقوله "ابن سير" ابن سيار.
فهل لكم فيها إليّ فإنني ... طبيب بما أعيا النطاسي حذيماً
والنطاسي: الحاذق بالأمر الماهر، وأراد ابن حذيم، وهو طبيب، كان في الجاهلية.
صبحن من كاظمة الخص الخرب ... يحملن عباس بن عبد المطلب
أراد عبد الله بن عباس.
[يا رب غاز كاره للإيجاف] ... وشعبتا ميس يراها إسكاف
فجعل النجار إسكافاً.
718 ومثله قول الراجز: "ومحور أخلص من ماء اليلب] واليلب: سيور يضم بعضها إلى بعض، ويجعل تحت البيض، فتوهم أن اليلب أجوف الحديد.
لم تدر ما نسج اليرندج قبلها ... ودراس أعوص دارس متخدد
واليرندج: جلود سود فتخيل أنها مما ينسج.
لما تحملت الحمول حسبتها ... دوماً بأيلة ناعماً مكموماً
الدوم: شجر المقل، وإنما يكمم النخل، فظن أن الدوم يكمم.
برية لم تأكل المحرقا=ولم تذق من البقول الفستقا فتوهم أن الفستق من البقول.
كما اتقى محرم حج إيدعاً ... [إذا امرؤ ذو سوءة تهقعا]
والأيدع: دم الخولق، فتوهم أن الأيدع: الزعفران أو الخلوق.734 ومثله قول الحطيئة [بسيط] :
فيه الرماح وفيه كل سابغة ... جدلاء محكمة من نسج سلام
أراد من نسيج سليمان.
وكل صموت نثلة تبعية ... ونسج سليم كل فضاء ذائل
يريد بسليم: سليمان.
[ودعا بمحكمة أمين سكها] =من نسج داود أبي سلام يريد: سليمان.
تطوف العاة بأبوابه ... كطوف النصارى ببيت الوثن
ولا وثن للنصارى إلا أن يكون ذهب إلى الصليب.
وهذا باب
729 قال الأصمعي: "إذا ذكرت العرب الثوب، فإنما تريد به البدن" قالت ليلى الخيلية [طويل] :
رموها بأثواب خفاف فلا ترى ... لها شبها إلا النعام المنقرا
تقول: رموها بأجسام خفاف، أي صاروا عليه خفافاً.
وفلان غمر الرداء: إذا كان واسع الخلق" وأنشد [كامل] :
غمر الرداء إذا تبسم ضاحكاً ... غلقت لضحكته رقاب المال
وقال رؤبة "فقد أرى واسع جيب الكم" إنما أراد واسع الصدر، كثير العطاء، لأن العرب تكنى عن القلب بالجيب.
ثياب بني عوف طهارى نقية ... وأوجههم عند المشاهد غران