إذا هم بالأعداء لم يثن عزمه ... حصان عليها لؤلؤ وشنوف
إذا هم بالأمر لم يثنه ... هجوع ولا شادن أفرع
إذا ما أراد الغزو لم يثن همه ... كعاب عليها نظم در يزينها
قد يبعث الأمر الكبير صغيره ... حتى تظل له الدماء تصبب
والشر يبدؤه في الأصل أصغره ... وليس بصلى بنار الحرب جانيها
شط وصل الذي تريدين مني ... وصغير الأمور يجني الكبيرا
قوارض تأتيني وتحتقرونها ... وقد تملأ القطر الإناء فيفعم
ولقد رأيت الشر بي ... ن القوم يبعثه صغاره
فلو أنهم يأسونه ... تنهنهت عنه كباره
وإني لتراك الضغينة قد أرى ... ثراها من المولى فلا أستثيرها
وإن محقرات القول تنمي ... فتحمل ذكرها القلص النواجي
إن الأمور دقيقها ... مما يهيج له العظيم
فبينما الشر تزجيه أصاغره ... إذ شمرت فخمة شهباء تستعر
نعباً على من يداويها مطالعها ... عمياء ليس لها شمس، ولا قمر
1557 أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال أخبرنا أحمد بن يحيى قال لم يسبق أحد طرفة إلى قوله [طويل] :
ووجه كأن الشمس ألقت رداءها ... عليه نقي اللون لم يتخدد
وجوه لو أن المدلجين اعتشوا بها ... صدعن الدجى حتى ترى الليل ينجلي
يشق حباب الماء حيزومها بها ... كما قسم الترب المغايل باليد
تشق خمائل الدهنا يداه ... كما لعب المقامر بالفيال
وغدا تشق يداه أوساط الربا ... قسم الفيال تشق أوسطه اليد
ومكان زعل ظلمانه ... كالمخاض الجرب في اليوم الخصر
قد تبطنت وتحتي سرح ... تتقي الأرض بملثوم قعر
ومكان زعل ظلمانه ... كرجال الحبش تمشي بالعمد
تبطنت وتحتي جسرة ... عبر أسفار كمخراق وحد
ومكان زعل ظلمانه ... كخريق الحبشين الزجل
قد تبطنت وتحتي جسرة ... حرج في مرفقيها كالفتل
ولولا ثلاث هن من عشية الفتى ... وجدك لم أحفل متى قام عودي
فمنهن سبق العاذلات بشربة ... كميت متى ما تعل بالماء تزبد
وكرى إذا نادى المضاف محنباً ... كسيد الغضى ذي الطخية المتورد
وتقصير يوم الضغن والدجن معجب ... ببهنكة تحت الطراف المعمد
فلولا ثلاث هن من عيشة الفتى ... وجدك لم أحفل متى قام رامس
فمنهن سبق العاذلات بشربة ... كأن أخاها مطلع الشمس ناعس
ومنهن تجريد الكواعب كالدمى ... إذا ابتز عن أكفالهن الملابس
ومنهن تقريط الجواد عنانه ... إذا استبق الشخص الخفي الفوارس
فقل لخيال الحنظلية ينقلب ... إليها فإني واصل حبل من وصل
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... خير الزيارة فارجعي بسلام
فما ذنبنا في أن أداءت خصاكم ... وأن كنتم في قومكم معشراً أدرا
إذا جلسوا خيلت تحت ثيابهم ... خرانق توفي بالضعيب لها نذرا