أعلقني بعشقها أبوها ... مليحة العينين عذب فوها
قليلة الأيام إن عدوها ... لا تحسن السب إذا سبوها
إني بليت بطفلة ... هيفاء جائلة الوشاح
ومليحة، يا ويلتا ... ماذا لقيت من الملاح
ما جاز عشراً سنها ... بيضاء كالقمر اللياح
وصغيرة علقها ... كانت من الفتن الكبار
كالر إلا أنها ... تبقي على ضوء النهار
عجبت فطمة من نعتي لها ... هل يجيد النعت مكفوف البصر
بنت عشر وثلاث قسمت ... بين غصن وكثيب وقمر
أذرت الدمع وصاحت ويلتا ... من ولوع الكف ركاب الخطر
إخوتي، بدد هذا، لعبي ... ووشاحي حله حتى انتثر
بأبي، والله ما أحسنه ... دمع عيني يغسل الكحل قطر
أيها النوام هبوا ويحكم ... وسلوني اليوم ما طعم السهر
قد جد بي، في لعب ... ذو راحة من تعب
جسم من الفضة، قد ... أشرب ماء الذهب
جارية صغيرة ... مشغولة باللعب
صاحت وقد روعتها ... بقبلة واحرربي
أنت وربي يا فتى ... تريد أن تصنع بي
إياك لا يدعو عليا ... ك الله أمي، وأبي
فلم أزل أختلها ... حتى علوت مركبي
وهي كغصن الر ... يح به، مضطرب
تجود عيناها بجا ... ري دمعها المنسكب
1511 أنشدني أبو بكر أحمد بن محمد السرخسي قال أنشدني أحمد بن يوسف قال أنشدني أبي، قال أنشدني أبو نواس لنفسه [خفيف] :
حين أوفى على ثلاث وعشر ... لم يطل عهد أذنه بالشنوف
فيه غنت الصبا تعتليها ... بحة الاحتلام للتزييف
حين رام النساء منه بعين ... وطوى أختها من التخويف
جارية أشغلها اللعب ... عما يلاقي الهائم الصب
شكوت ما ألقاه من حبيا ... ها، فأقبلت تسأل ما الحب
آلان زاد علي عشر بواحدة ... وزاد أخرى، وشاب الحب بالخدع
وجاوب اللحظ منه لحظ عاشقه ... وجرر الوعد بين اليأس والطمع
قد كان غراً بقتلي ليس يهنأه ... فاليوم يبدع في قتلي على البدع
ظللت ردائي فوق رأس قاعداً ... أعد الحصى ما تنقضي عبراتي
1515- فأخذه النابغة فقال [طويل] :
يخططن بالعيدان في كل موضع ... ويخبأن رمان الثدي النواهد
عشية مالي قصة غير أنني ... بلفظ الحصى والخط في الدار مولع
أخط وأمحو تارة وأعيده ... بكفي والغربان في الدار وقع
لا ينكثون الأرض عند شؤالهم ... لتطلب العلات بالعيدان
بل يبسطون جوههم فترى لها ... عند السؤال كأحسن الألوان
1518 وقال أبو عبيدة: "هو أول من (قيد الأوابد) ومن شبه الثغر بشوك السيال فقال [طويل] :
منابه مثل السدوس ولونه ... كشوك السيال وهو عذب يفيض
وهو أول من قال (وعادى عداء) فاتبعه الناس. وأول من شبه الحمار، وشبه الطلل بوحي الزبور.
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى وكرها العناب والحشف البالي
له أيطلا ظبي، وساقاً نعامة ... وارجل سرحان وتقريب تتفل
وقد تبعه الناس في هذا الوصف، واحتذوه. ولم يجمع لهم ما اجتمع له.