حليه الفقهاء (صفحة 59)

وأمَّا الفَلاحُ، فالفَوْزُ والبقاءُ والخُلودُ في الجنّة. ويُقال: أَفْلِحْ بما شِئْتَ، أي: فُزْ بما شِئْتَ.

وفي حديث ابنِ مسعودٍ: إذا قال الرَّجُلُ لامْرَأتِه: اسْتَفْلِحي بأمْرِك، أي: فُوزِي.

قال عَبِيد:

أَفْلِحْ بما شِئْتَ فقد يُبْلَغُ بالضَّعْفِ وقد يُخَدَّعُ الْأَريبُ

أي: عِشْ بما شِئْتَ مِن كَيْسٍ أوْ حُمْقٍ.

وأمَّا الحُجَّةُ على أن الفَلاحَ البَقاءُ، فَقَوْلُ الشاعر:

لِكُلِّ هَمٍّ مِن الهُمومِ سَعَهْ ... والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعَهْ

وأمَّا التَّثْويبُ، فَقَوْلُهم في أذان الصبح: الصلاةُ خيرٌ من النوم، وإنَّما سُمِّيَ تَثْويبًا مِن قَوْلِك: ثابَ فلانٌ إلى كذا، أي: عاد إليه. وثابَ إلى فلانٍ جِسْمُه بعدَ العِلَّةِ. أي: رَجَع. كأنَّه لمَّا قال: حَيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، عاد إلى الدُّعاءِ فقال: الصلاةُ خيرٌ من النوم، فثابَ إلى الدُّعاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015