حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانَيُّ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْوَاعِظُ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: ذُكِرَ لِي عَنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: ذُكِرَ لِي عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: نِمْتُ عَنْ وِرْدِي، لَيْلَةً فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ، لَمْ أَرْ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهَا عَلَيْهَا ثِيَابُ -[158]- حَرِيرٍ خُضْرٌ وَفِي رِجْلَهَا نَعْلَانِ تُقَدِّسُ بِأَطْرَافِ أَزِمَّتِهَا فَالنَّعْلَانِ يُسَبِّحَانِ وَالزِّمَامَانِ يُقَدِّسَانِ، وَهَى تَقُولُ: يَا ابْنَ زَيْدٍ جِدَّ فِي طَلَبِي فَإِنِّي فِي طَلَبِكَ، ثُمَّ جَعَلَتْ تَقُولُ بِرَخِيمِ صَوْتِهَا:
[البحر المنسرح]
مَنْ يَشْتَرِينِي وَمَنْ يَكُنْ سَكَنِي ... يَأْمَنْ فِي رِبْحِهِ مِنَ الْغَبْنِ
فَقُلْتُ: يَا جَارِيَةُ، مَا ثَمَنُكِ، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:
تَوَدَّدِ اللهَ مَعَ مَحَبَّتِهِ ... وَطُولِ شُكْرٍ يُشَابُ بِالْحُزْنِ
فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ يَا جَارِيَةُ؟ فَقَالَتْ:
لِمَالِكٍ لَا يَرُدُّ لِي ثَمَنًا ... مِنْ خَاطِبٍ قَدْ أَتَاهُ بِالثَّمَنِ
فَانْتَبَهَ وَآلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَنَامَ بِاللَّيْلِ "