وكان السبب مع الجل في موت مفتي الشام السيد علي أفندي المرادي ما حلَّ بدمشق من البلايا، ولم يجسر أن يعلم الدولة العلية بالواقع خوفاً من أمور يلحقه بها الضرر من بعض الأشخاص، فمات همَّاً وغمَّاً وحزناً وخوفاً. رحمه الله رحمة واسعة، وعوضه الجنة، فإنه كان صادقاً في خدمة الدولة العلية. فنسأل الله سبحانه بالأنبياء العظام، بالملائكة الكرام، أن يلهم الدولة العلية الانتقام ممن كان السبب في تحريك هذه الأمور وتخريب البلاد وإيذاء العباد، ونهب الأموال، حيث بقت أهالي الشام في أسوأ حال، رمتهم حوادث الليالي بالنبال، فيا أسفا عليها مذ توالت الخطوب إليها، وأن يشملوا أهل هذه البلدة المقدسة بعميم أنظارهم ويخرجونهم (كذا) من ظلمات الظلم إلى النور، ويكشفوا عنهم عظيم ما حلَّ بهم من البلاء المسطور، فإن ذلك عند الله تعالى أعظم أجراً من الحج المبرور والسعي المشكور، ولله سبحانه وتعالى مقاليد الأمور.
قال صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
إلى هنا جف القلم، بما وقع وزحم، والله سبحانه لطيف قدير، ولا ينبئك مثل خبير.
والحمد لله وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده، وآله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً.
وكان الفراغ من تسويدها يوم الجمعة سابع عشر من ربيع الأول الأنور سنة خمس وثمانين وماية وألف على يد مؤلفها الفقير سليمان بن أحمد المحسني التميمي المدرس والخطيب في جامع بني أمية بدمشق الشام صينت من الآلام على أمد الأيام، ما ناح حمام وهطل غمام آمين.