مصابٌ دها قلْبي فأذكَى غَلائلي ... وأصْمَى بسَهْم الافْتجَاع مَقاتلي
وخَطب به أعْشار أحَشاىَ صُدَّعت ... فأمْسَت بفَرط الوَجْد أيّ تَواكل
ورزء تَقاضانى صَفاء مَعيشَتي ... وأنْهلَني قَسراً أمرَّ المناهِل
فَعدَت بهِ رَهْن التياع ولا عجً ... حَليف أسًى للقَلْب غَيْر مُزايل
أَسِير جَوى أفْنَى فُؤَادي رَسيسُه ... وقَلبٌ مِنَ الحزْنِ المبرِّح ذاهِل
مُصاب بهِ قامَتْ على قِيامَتى ... ومِنْ كَرْب لاقَيْت أعْظَم هائِل
مُصاب بهِ ذابَتْ حُشاشَة مُهْجتي ... وعنَ حَملِه قدْ كَلَّ مَتْني وكَاهلي
مُصاب به قَد أظْلَم الكَوْن كلُّه ... وكانَ علَي حال منَ الحزْنِ هائلِ
مُصاب بهِ الدنيا قدِ اغبرَّ وَجْهُها ... وقدْ شَمختْ أَعْلامُ قَوْم أسافِل
رميت بهِ عَنْ قَوْس أبْرحَ لَوْعة ... بِها نَجْم روحى كانَ أسْرَع آفِل
بهِ هدَّ رُكْن الدِّين وانْبتَّ حبْلهُ ... وشَدّ بِناءُ الغيِّ مَع كلّ بَاطِل
وقامَ علَى الإسْلامِ جهراً وأهْله ... نَعيقُ غُرابٍ بالمذَلَّة هائِل
وسِيم مَنار الإتباع لأحْمَد ... هَوان انْهِدامٍ جاء منْ كُلّ جاهل
وهبَّتْ لنار الإتباع سمائم ... بسُمّ لنفْس الدِّين مُردٌ وقَاتِل
فيا مُهْجَتي ذُوبي آسًى وتأسفاً ... ويا كَبدي مُوتي بحُزْن مُواصل
ويالَوعِتى دُومِي وزِيدي ولازِمي ... ويا فَجعتي للقلْب ما عِشْت نَازِلي
ويا مُقلتي نحِّي الكَرَى عَنْك جانباً ... وجُودِي بدَمعٍ دَائِم السَّكْب هاطِل