ويا جَزَعي لا غِبْت كُنْ مُتجدَّداً ... وياسَلْوتي ولى وللقَلْب زائِلي
فَقدْ ماتَ طَودُ العِلْم قطب رَحَى العُلا ... ومَرْكز أدْوار الفُحُول الأفاضِل
وماتَتْ علُوم الدِّين طرًّا بموته ... وغُيِّبَ وجْه الحقِّ تحْت الجنَادِل
إمام الهدَى ماحِي الرَّدَى، قامع العِدا ... ومُرْوى الصَّدَى مِنْ فَيضِ علْمٍ ونائل
جَمَال الوَرَى رَحْب الذُّرا شامِخ الذر ... وجم القِرَى صَدْر الصُّدور الأوائِل
عَظِيم الوَفا كَنْز الشِّفا مَعْدِن الصَّفا ... وجَالي الخفَا عَنْ مشكلات المسَائِل
بهيّ السَّنا عذْبُ الجنَا طيَّب الثَّنا ... مُنيل المنَى مِنْ سَيْبه كُلّ آمِل
إمامُ الوَرَى عَلاَّمة العَصْر قُدْوتى ... وشَيْخ الشُّيوخ الجدّ فَرد الفَضائِل
مُحمد ذُو المجدِ الذِي عزَّ درْكه ... وجلَّ مَقاماً عن لُحوق المطاوِل
إلَى عابدِ الوهاب يُعْزى وإنَّه ... عليهِ منَ الرَّحمن أعْظَم رَحمةً
سُلالة أَنْجاب زكىّ الخصَائِل ... تَبلُّ ثَراه بالضُّحَى والأصائِل
لَقد أشْرقَت نَجْد بنُور ضِيائِه ... وقامَ مَقامات الهدَى بالدَّلائل
إمام لهُ شأْن كَبير ورُتبة ... مِنْ الفَضل تُثنى هِمَّة المتَطاول
تأخَّر مِيلادًا وفي حَلْبة العُلَى ... وميدان فَخر سابق للأَوائِل
علَى خُلق يحْكى النَّسِيم لَطَافةً ... وكامِل أوْصاف وحُسْن شَمائِل
وقلب سَليم للمهَيْمن خاشِع ... مُنيب وعنْ مولاهُ لَيسَ بغافِل
وجنْبٌ تُجافيه المضَاجعُ في الدُّجا ... وجِفْن بهتّان المدَامِع هامِل
وعَنْ ذِكر رَب العَرْش في السِّر دائماً ... وفي الجهْرِ طُول الدَّهْر لَيسَ بذَاهل
عَفو عَنِ الجانِي صَفُوح وحِلْمه ... إلَى الشّيم يُعْزى لَيس يهْفُو لعاجِل
يُقابل مَنْ لاَقى بِبِشْر ومَبْسم ... ضَحُوك وَوجْه للبَشَاشة باذِل
ويأْمر بالمعْرُوف في كُلِّ حالةٍ ... ومِنْ مُنكرٍ ينهَى وليسَ بقَابل
ولمَ يألُ جَهدًا في نصيحةِ مُسْلم ... برأيٍ وتدبيرٍ وحُسْن تَعامُل
يُجازِي بإحْسانِ إساءةَ غَيْره ... وبالجاهِ عَنْ مُستوجه غَيْر باخِل
تقمَّص بالتَّقْوى وبالخشية ارْتَدى ... ولَم يمْضِ منهُ العُمْر في غَير طائلِ
ومِن شَأْنه قَمع الضَّلال ونَصره ... لمنْ كان مظلوماً وليسَ بخاذِل