كتب الأستاذ محمد كرد علي فصلا ممتعاً عن أصل الوهابية، واتخذ طريق النقد العادل، وختمه بهذه الفقرة: "وما ابن عبد الوهاب إلا داعية هداهم من الضلال، وساقهم إلى الدين السمح، وإذا بدت شدة من بعضهم فهي ناشئة من نشأة البادية، وقلما رأينا شعباً من أهل الإسلام يغلب عليه التدين والصدق والإخلاص مثل هؤلاء القوم، وقد اختبرنا عامتهم وخاصتهم سنين طويلة، فلم نرهم حادوا عن الإسلام قيد أنملة، أما الغزوات التي يغزونها فهي سياسة محضة، برئ منها، وما يتهمهم به أعداؤهم زور لا أصل له، والله أعلم".
وذكر أيضاً في الفصل عينه مستشهداً بما قال أحمد سعيد البغدادي في كتابه "نديم الأدب": "أما حقيقة هذه الطائفة فإنها حنبلية المذهب، وجميع ما ذكر المؤرخون عنها من جهة الاعتقاد محرف".