حكم الشرع فيهم، فأضمروا له البغضاء، وحاولوا الفتك به، فحماه الله منهم وردهم على أعقابهم.

ولم يطلب للشيخ مقام بحريملاء بعد هذا الحادث، فانتقل إلى مسقط رأسه بالعيينة، وتلقاه أميرها عثمان بن أحمد بن معمر بالترحيب، وعاونه في دعوته وتوثقت بينهما أواصر الثقة والمحبة خصوصا بعد أن أصهر الشيخ إلى أسرته، وقد تبعه كثير من الأهالي، ثم شرع في تنفيذ مبادئه علمياً، فاستأجر أناساً ليقوموا بقطع الأشجار التي يعظمها العامة، ثم خرج بنفسه إلى كبراهن فقطعها، ولا بد للشيخ أن يمضي في طريقه بلا وجل ولا تردد، فاتجه بنفسه إلى قبه قبر "زيد بن الخطاب" رضي الله عنه بقرية "الجبيلة" وأعد العدة لهدمها، فاستعان بعثمان لحمايته فاستجاب له، ولكنه أبى أن يتولى الهدم هو أو أحد من رجاله، فتقدم الشيخ وهدمها بنفسه حتى أتى عليها ومضى في سياسته العلمية "فأقام حد الزنى، ونفذ أحكام الشريعة" ومن ثم اشتهر أمره وعظمت هيبته، وأقبل كثير من الناس عليه مبايعين معاهدين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015