للمرآة ترده الأضداد وتصبح قبيحة شريرة حقيرة عَظِيمَة الخ فالأسباب فِي هَذَا الْوَجْه مَوْجُودَة لأجل إِظْهَار العظمة والعزة
والجهة الثَّانِيَة جِهَة الملكوت وَهِي كالوجه الشفاف للمرآة هَذِه الْجِهَة جميلَة فِي كل شَيْء إِذْ لَا تَأْثِير للأسباب فِيهَا فالوحدانية تَقْتَضِي هَذَا وَحَيْثُ أَن كلا من الْحَيَاة وَالروح والنور والوجود قد خرج من يَد الْقُدْرَة الإلهية دون وساطة فالوجهان شفافان جميلان أَي جميل ملكا وملكوتا
الْبُرْهَان الرَّابِع هُوَ وجدان الْإِنْسَان الْمُسَمّى بالفطرة الشاعرة فلكي تحيط بِهَذَا الْبُرْهَان أمعن النّظر فِي النكات الدقيقة الْآتِيَة
أولاها أَن الْفطْرَة لَا تكذب فَفِي البذرة ميلان للنمو إِذا قَالَ سأنبت سأثمر فَهُوَ صَادِق وَفِي الْبَيْضَة ميلان للحياة إِذا قَالَ سأكون فرخا فَيكون بِإِذن الله وَهُوَ صَادِق وَإِذا قَالَ ميلان التجمد فِي غرفَة من مَاء سأحتل مَكَانا أوسع فَلَا يَسْتَطِيع الْحَدِيد رغم صلابته أَن يكذبهُ بل إِن صدق قَوْله يفتت الْحَدِيد