منصوب، على الحال، أي: ظالمين لهم (?).
والظلم هو النقص، قال تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أكلهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً} (?) أي: ولم تنقص منه شيئاً (?). وهو وضع الشيء في غير موضعه، على سبيل التعدي والجور، ومجاوزة الحد والميل عن القصد (?).
والمراد به هنا الأكل بغير حق (?).
فمن أكل مال اليتيم بغير حق فقد ظلمه: أي نقصه حقه، واستبدل ما أمر به من العدل في معاملة اليتيم، بل وفي معاملة الناس أجمعين، بالظلم والتعدي، ووضع مال اليتيم في غير موضعه حيث الواجب عليه حفظه لليتيم، وقد أكله هو تعدياً وظلماً.
ويفهم من قوله {ظُلْماً} أن الأكل قد يكون بحق، كان يأكل الولي إذا كان فقيراً من مال يتيمه بالمعروف، كما قال تعالى: {وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأكل بِالْمَعْرُوفِ} (?).
قوله تعالى: {إنما يَأكلونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} «إنما» أداة حصر، أي ما يأكلون إلا ناراً تشتعل وتتأجج في بطونهم (?).
وقيل ما يأكلون في بطونهم ألا ما يوجب لهم النار ويؤول بهم إليها (?).