(5)
سبق أن ذكرنا بعض ما يتساوى فيه الرجل والمرأة، ونقول هنا: نظرا لفارق بين المرأة والرجل في بعض صفات الخلق، خصّ الرجل بشيء، وخصت المرأة بشيء آخر، فلكون المرأة من طبيعتها اللطف والرقة، ومن طبيعة الرجل الشدة والخشونة، كان من تكريم المرأة وصيانتها إسناد بعض المهام الصعبة إلى الرجل، رحمة بالمرأة ومراعاة لتكوينها، ولم يكن الأمر نظرية قابلة للخطأ والصواب، بل كان ذلك عين العدل، لأنه من خالقهما العليم بما يصلحهما {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (?).
انفرد الرجل بالقوامة، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} (?) نصّبهم الله - عز وجل - لرعاية النساء، وتوجيههنّ وحمايتهنّ، ولذلك نقول: لا يسع المرأة المسلمة إلا الطاعة، لله خالقها، وللرسول مبلغها هذا الأمر، ولوليها المكلف من الله بالقوامة، ولذلك توجه الخطاب من الله - عز وجل - إلى الرجال في أمر القوامة، ولماذا جعلت القوامة للرجل؟ الجواب من عند الله العليم بالمخلوقين: الرجل والمرأة {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} (?) في كونها مخلوقة من الرجل، وقد ثبت أن حواء خلقت من ضلع آدم - عليه السلام -، وفي بعض