بين بريرة رضي الله عنها ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حوار حول قضيتها مع زوجها، مبينة رأيها بكل حرية وصراحة، وإنكار حوار المرأة ومراجعتها للرجل عادة جاهلية كما قال عمر - رضي الله عنه -: كنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي، فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني فقالت:
55 - "ما تنكر أن أراجعك فو الله إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت: أتراجعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ، قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ ، قالت نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت؟ ، لا تراجعي رسول الله، ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك، ولا يغرنّك إن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله منك - - - - يريد عائشة رضي الله عنها - - - - (?) هذا الإنكار من عمر - رضي الله عنه - لمكان رسول الله في نفسه حذّر من إغضابه - صلى الله عليه وسلم -، ولا نشك في أن عمر - رضي الله عنه - يتأسّى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حرية الرأي، وقد قدمنا عنه ذلك، ثم يأتي أصحاب الشهوات يتباكون على حرية المرأة في الإسلام، وما بهم إلا الزور والبهتان، والسعي لإشباع الشهوات كما هو حال المرأة في الغرب مبتذلة ضائعة، إن هوية المرأة المسلمة هي عقيدتها، المستمدة من الكتاب وثوابت السنة، ولا حرية لها ولا سعادة ولا مستقبل في الدنيا ولا في الآخرة إلا بالإيمان والاستقامة: