13 - (صبرا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) (?) هذا النموذج الفريد لم تستولي عليهم المحنة وما هم فيه من البلاء، كان تقديسهم للرسالة أعظم من تقديسهم لسلامتهم من الأذى أو الموت، ولم يتعلقوا بشخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلمهم أنه بشر، لا يملك لهم إلا التثبيت وصدق الموعد، وقد حوّل هؤلاء النفر المحنة إلى فرحة عظيمة أنستهم ما هم فيه من العذاب الأليم، فأصروا على الانتصار على العدو بالصبر، وهو السلاح المتوفر لديهم، والقوة التي لا تقهر، فإن قريشا لم يرغبوا في موت هؤلاء، أكثر من رغبتهم في أن يعودوا إلى التكذيب بالرسالة، وعدم تصديق محمد - صلى الله عليه وسلم - ولقد كان الصبر نصرا على الأعداء ولو أدى إلى الموت.

إن عمل الصحابة - رضي الله عنهم - ومواقفهم توحي لكل مسلم يطلب المنهج السوي، أنهم القدوة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الرجال منهم والنساء على حد سواء، وأنهم آمنوا بالرسالة وقدّسوها في واقع عمليّ فريد، وحملوا مسئولية الدفاع عنهما وتبليغها إلى من بعدهم على المنهج السوي، الذي تلّقوه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -:

14 - (يرث هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين) (?) وفي رواية "يحمل" وقد كانت الواقعة تحدث في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أيّ أمر من أمور الحياة، وكان الصحابة في هذه المواقف يفزعون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليعطي الحكم في الواقعة، فلا يكون لديه من الأمر شيء، وربما أقلقه ذلك - صلى الله عليه وسلم - فيتطلع إلى السماء ملتمسا الفرج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015