مجال التقديس أولا، وفي مجال التموّل من الخمس وغيره، برزت ظاهرة ادّعاء النسب إلى آل البيت لمآرب عديدة منها ما ذكر، ومنها ما يتعلق بالسياسة والحكم، وما يتعلق بالمصالح الذاتية، فأصبح عند هؤلاء عدم الارتباط بالرسالة وتقديسها، وحلّ محله الارتباط بالشخصية المقدسة، وحياكة الأقوال في تعظيمها وتقديسها، ولو أسندوا في تعظيمها بعض الأقوال للرسالة فهي لا تعدوا أحد أمرين:

الأول: تأويل النص على غير المراد منه، إن كان مما ورد في الرسالة، كلا أو جزءا.

والثاني: صناعة النص ونسبته زورا إلى الرسالة لتقوية الهدف.

وهذا كله خلاف المنهج السوي: كتاب الله - عز وجل -، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهما يخاطبان الأشخاص من خلال الرسالة، ويدعوان إلى الارتباط بها مباشرة، في كل الأحوال: الدينية، والأخلاقية، والتعليمية، والدعوية، وكل ما يتعلق بالفكر والحوار، وأدب الحديث، وحالات الحرب والسلم، وحذّر القرآن من الانتماء إلى الأشخاص ومنهم الأنبياء عليهم السلام، وخاتمهم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (?) تبليغ الرسالة مهمته - صلى الله عليه وسلم -، فله الطاعة والاتباع، وللرسالة التقديس والبقاء، لأنها رسالة الله - عز وجل -، وإرادته في الحياة، وهي التي تبقى لتدبير حياة الناس، والرسل يموتون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015