والجمال المعنوي: كل ما أمر به الشرع من الفضائل والقيم، ومن أجمل الجمال الاتصاف بالحياء، والحياء شعبة من الإيمان (?) وقد وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشدة الحياء، روى أبو سعيد الخدري قال:
129 - "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه" (?) وهذه الصفة من أجمل ما تكتسبه المرأة وتحرص عليه، ولذلك وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجمال في هذه الصفة، التي حازت العذراء قدرا كبيرا منها ففاقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفاق الناس كلهم في حسن الخلق ولذلك خاطبه ربه - عز وجل - فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (?) وليس شيء من الجمال أحسن من الحياء وحسن الخلق، وإن المرأة حينما تبرز للرجال فإنه ينقص من جمالها بقدر بروزها للرجال وتعاملها معهم، وكل ما أوغلت قلّ جمال الحياء فيها حتى تفقده تماما، وتكون حينئذ خضراء الدمن التي حذر منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن جمال المرأة حسن الخلق، ولا يكمل لها هذا الوصف إلا بإيمان قوي بالله ورسوله، واتصافها بما ورد في الكتاب والسنة من الفضائل وبعدها عن خلاف ذلك، ومن هنا قال رسول - صلى الله عليه وسلم -:
130 - (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا) (?) وهؤلاء هم المحبوبون إليه قال - صلى الله عليه وسلم -: