دارت عليهم كؤوس الحب مترعة ... وإنما المسكران الراح والمقل

وفي الألحاظ والحواجب والجفون والأهداب يقول الشاعر:

وسهام الألحاظ ترمي بها أصـ ... - داغ عن قوس حاجب كالنون

ويقول عنترة بن شداد:

له حاجب كالنون فوق جفونه ... وثغر كزهر الأقحوان مفلج

ويقول الآخر

أشراك جفنيه هدب ... بها تصاد القلوب

ويقول الآخر

جاء من لحظه بسحر مبين ... بفتور من جفنه وفتون

ويقول آخر

ليت الذي أضناه سحر جفونه ... قبل الممات يكون من عواده

وفي الثغر والجنات يقول الشاعر

وفي ثغره ماء اللسان مروق عطر ... وفي وجناته الورد الطري

وفي الخال يقول الشاعر:

والخال ينقط في صحيفة خده ... ما خط حبر الصدغ من نونات

وليست الأطراف والأرداف أقل فتنة مما تقدم ذكره، فالمرأة بكامل جسمها فتنة للرجال، وقد وصفت كل أعضائها من قبل المفتونين من الرجال، ولكل ساقطة لا قطة، كما قال الشاعر:

تعشقتها شمطاء شاب وليدها ... وللناس فيما يعشقون مذاهب

إن دواوين الشعر طافحة بما في وجه المرأة من فتنة وجمال، تلك الفتنة البالغة، وذلك الجذب الخطر، هو مفتاح الشر، وطريق الرذيلة، والذي يتحمل إثمه بادئ ذي بدء المرأة الفاتنة، التي خالفت أمر ربها، وأمر نبيها، وفضّلت على ذلك دعوة شياطين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015