21/ 5 - المبحث الأول:
خلق المرأة من الرجل.
انفردت المرأة عن الرجل في مجال بدء الخلق بأنها خلقت من الرجل نفسه، فحواء زوج آدم - عليه السلام - خلقت من ضلع آدم، وهو خلق من تراب، قال تعال: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} (?) فالنفس الواحدة هي آدم - عليه السلام - والنفس المخلوقة منها حواء، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
103 - (استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء) (?) والمراد بالضلع ضلع آدم - عليه السلام -، والحكمة والله أعلم من خلق المرأة من أحد أعضاء الرجل، التأكيد على قوة الرابط بين الرجل والمرأة، وتوجيه الرجال إلى الرفق بالنساء، وعدم تتبع الهفوات بغير ما يصلحها، لأنهنّ جزء منهم، ولتذكر المرأة أنها من الرجل، فتحسن معاملتها وتكن المودة والمعروف لأصل خلقها، ومن هنا ورد قول رسول الله: - صلى الله عليه وسلم -
104 - (إنما النساء شقائق الرجال) (?) وقد يكون الإصلاح بكلمة رقيقة من الرجل تسمعها المرأة مقابل ما صدر منها من خطأ، والخطأ من الرجل أو المرأة هو عوج، لأنه عاج عن الصواب، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان متاعي فيه خف،