الضلال، فلم يبغوا بما كان عليه آباؤهم بديلا، والمستغربون اليوم وجدوا آباءهم على الحق والهدى، نهج لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فبرزوا لهدم ما عليه آباؤهم من الهدى، وتباروا لإرساء الزندقة والكفر على أنقاض القيم والفضيلة الإسلامية، كل هذا من أجل مشاركة الغرب حياتهم البهيمية {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (?)، وتداعت الأمم اليوم على المسلمين من كل حدب وصوب، بعد أن دمروا الأخلاق والقيم، ينهبون الثرواث، ويسومون المسلمين سوء العذاب، والمسلمون يصدق عليهم أنهم غثاء، وليسوا في نظري أحسن حالا من قبيلة إياد في الجاهلية التي استعدى عليها أعداؤها من كل مكان، ولم يسمعوا نداء المصلح من عقلائها وهو أحد شعرائها:

لقيط بن يعمر الإيادي إذ قال لهم في قصيدته المشهورة، ومنها:

بل أيها الركب المزجي على عجل ... نحو الجزيرةمرتادا ومنتجعا

أبلغ إيادا، وخلل في سراتهم ... إني أرى الرأي إن لم أعص قد نصعا

يا لهف نفسي أن كانت أموركم ... شتى وأحكم أمر الناس فاجتمعا

ألا تخافون قوما لا أبا لكم ... أمسوا إليكم كأمثال الدبا سرعا

فهم سراع إليكم بين ملتقط ... شوكا وآخر يجني الصاب والسلعا

لو أن جمعهم راموا بهدته ... شم الشماريخ من ثهلان لانصدعا

في كل يوم يسنون الحراب لكم ... لا يهجعون إذا ما غافل هجعا

خرزا عيونهم كأن لحضهم ... حريق نار ترى منه السنا قطعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015