وكان سبب هذه المواصلة أن بعض الإخوان قدم بورقة فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم, وذكر سادة أهل البيت, وقد أجرى فيها ذكر النذور لمشهد المنتظر, فخوطب من فضائل أهل البيت وحقوقهم بما سر قلبه, وشرح صدره, وكان ما ذكر بعض الواجب, فإن الكلام في هذا طويل, ولم يحتمل هذا الحامل أكثر من ذلك.
وخوطب فيما يتعلق بالأنساب والنذور بما يوجب في دين الله, فسأل المكاتبة بذلك إلى من يذهب إليه من الإخوان, فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة, قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله, ولكتابة, ولرسوله, والأئمة المسلمين وعامتهم" 1.
أما ورقة الأنساب والتواريخ ففيها غلط في مواضع متعددة, مثل: ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في صفر, وأنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عمرو ابن العلاء بن هاشم, وأن جعفر الصادق توفي في خلافة الرشيد, وغير ذلك.
فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في شهر ربيع الأول شهر مولده وشهر هجرته, وأنه توفي يوم الاثنين, وفيه ولد, وفيه أنزل عليه, وجده هاشم بن عبد مناف, وإنما كان هاشم يسمى عمر, ويقال له: