وقال: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّه} 1.
وأخبر أن من اتبع هداه المنزل فإنه لا يضل كما ضل الضالون, ولا يشقى كما شقي المغضوب عليهم فقال: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} 2.
قال ابن عباس: تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.
ومن تمام الهداية: أن ينظر المستهدي في كتاب الله, وفيما تواتر من سنة نبيه, وسنة الخلفاء, وما نقله الثقات الأثبات, ويميز بين ذلك وبين ما نقله من لا يحفظ الحديث, أو يتهم فيه الكذب, أو يكذب خطأ لسوء حفظه أو نسيانه, أو لقلة فهمه وضبطه.
ثم إذا حصلت "للمستهدي"3 المعرفة بذلك تدبر ذلك, وجمع بين المتفق منه, وتدبر المختلف فيه, حتى يتبين له أنه متفق في الحقيقة وإن كان الظاهر مختلفا, أو أن بعضه راجح يجب اتباعه, والآخر مرجوح ليس بدليل في الحقيقة, وإن كان الظاهر دليلا.
أما غلط الناس فلعدم التمييز بين ما يعقل من النصوص والآثار, أو يعقل بمجرد القياس والاعتبار, ثم إذا خالط الظن الغلط في العلم هوى النفوس ومناها في العمل صار لصاحبها نصيب من قوله تعالى: