وسبب ذلك قلة العلم والفهم لكتاب الله وسنة رسوله الثابتة عنه, وسيرة خلفائه الراشدين المهديين, وإلا فمن استهدى الله واستعانه, وبحث عن ذلك, طلب الصحيح من المنقول, وتدبر كتاب الله, وسنة نبيه, وسنة خلفائه, ولا سيما أمير المؤمنين الهادي المهدي التي جرى فيها ما اشتبه على خلق كثير فضلوا بسبب ذلك, إما غلوا فيه, وإما جفاء عنه.
كما روي عنه قال: " يهلك في رجلان: محب غال يقرظني بما ليس فيَّ, ومبغض قال يرميني بما نزهني الله منه" 1.
وحد ذلك وملاك ذلك شيئان:
طلب الهدى, مجانبة الهوى حتى لا يكون الإنسان ضالا وغاويا, بل مهتديا راشدا.
قال الله تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} 2.
فوصفه بأنه ليس بضال وهو الجاهل, ولا هو غاو, وهو الظالم, فإن صلاح العبد في أنه يعلم الحق ويعمل به, فمن لم يعلم الحق فهو ضال عنه. ومن علمه فخالفه واتبع هواه فهو غاو, ومن علمه وعمل به كان من أولي الأيدي عملا, ومن أولي الأبصار علما, وهو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله سبحانه