وكان اجتماعه بهم, واقتداؤهم به في العمل عاملا رئيسيا في تحويل حبهم النفسي إلى حب عقلي وجداني بلغ قمته في قول الأنصار: " والله يا رسول الله لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك".
وكانت عهودهم معه تنص على: أن يحموه مما يحمون به أنفسهم وأهليهم ... وبذلوا دماءهم تعبيرا صادقا عن حب الله ورسوله, وطاعة الله ورسوله.
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} 1.
عبروا عن حبهم بالعمل على مقتضى سنته ومقتضى القرآن لا يحيدون ولا يكسلون.
وعلموا: أن الحب هو الموافقة في القول والعمل والسمت والحلية, وداسوا في سبيل العمل كل زينة وكل بهرج تهواه النفس بخداعها وضلالها, ومحاولتها الحيدة بصاحبها عن المنهاج السوي.
ومضت السنون, وكان آل البيت قادة في العمل, وأعجب بهم بعض الناس إعجابا نفسيا ظهرت صورته في الصراخ والهتاف وتكثير الجموع, وإشاعة الخرافة, حتى قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين لبعض غلاة الشيعة: " أحببتمونا حتى صار حبكم علينا عارا".
ويستحيل أن يكون حبهم عليهم عارا وهم يقتدون بهم في القول والعمل. اللهم إلا أن يكونوا قد انحرفوا إلى نوع من الخرافة النفسية الخادعة هو الذي دفع الإمام إلى هذا القول.
لقد ردد غلاة الشيعة أقوالا حول عصمة الإمام, وحول استقلال الإمام,