وفي الحديث المشهور الذي رواه الترمذي وغيره عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ستكون فتنة. قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله, فيه نبأ ما قبلكم, وخبر ما بعدكم, وحكم ما بينكم, وهو الفصل ليس بالهزل, من تركه من جبار قصمه الله, ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم, وهو الصراط المستقيم, وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, ولا تلتبس به الألسن, ولا يخلق على كثرة الرد, ولا تنقضي عجائبه, من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعى إليه هدى إلى صراط مستقيم 1.
وقال الله تعالى في كتابه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} 2.
وقال في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} 3.
فذم الذين تفرقوا فصاروا أحزابا وشيعا, وحمد الذين اتفقوا وساروا جميعا معتصمين بحبل الله الذي هو كتابه شيعة واحدة للأنبياء.
كما قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} 4 وإبراهيم هو إمام الأنبياء كما قال تعالى: