وفى المحاضن التربوية يجد المرء حوله من هم أحسن منه كفاءة وعلمًا، فلا يرى نفسه صاحب الموهبة الفذة، وأنه لم تلد النساء مثله.
وفيها يكون الزاد الإيماني الذي يولد الرغبة و يستثير الهمة للقيام بتنفيذ وسائل التزكية، واستصغار النفس.
ومن خلالها يضبط الفهم الصحيح، فيعطي كل ذي حق حقه، ويتعلم كيف يرتب ألوياته، فلا يكفي للعاقل أن يعلم الخير من الشر، بل لابد أن يتعلم خير الخيرين وشر الشريرين (?).
وفى المحاضن التربوية: يتم توظيف الإمكانات لخدمة الدين مع مراعاة عدم التسبب في تضخيم أحد عند نفسه، وذلك من خلال عدم تعريض الأشخاص للأضواء قبل أن يتم تكوينهم تكوينًا متكاملًا يركز على الإيمان العميق الذي يُحيي القلوب، وكذلك تزكية النفوس وتربيتها على لزوم الصدق والإخلاص ورؤية فضل الله في كل خير نفعله.
ومن خلالها تتبدل المواقع كل فترة ليتعود الفرد على العطاء دون نظر لمنصب أو مكانة كما قال صلى الله عليه وسلم: " طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة ... " (?).
فلنبحث عن تلك الصحبة الصالحة والمحاضن التربوية لتكون نعم العون على إخلاص العمل لله عز وجل.