ثالثًا: التربية مع الآخرين

من طبيعة الإنسان أن فيه إقبالًا وإدبارًا، وهمة وفتورًا، ففي وقت نشاطه وهمته تجده يريد إنجاز كل شيء في أقصر وقت، وفى وقت فتوره وإدباره تراه متثاقلًا عن القيام بالكثير من الأعمال التي كان يقوم بها قبل ذلك بسهولة ويسر.

من هنا تشتد الحاجة إلى وسيلة تنهض بالهمم، وتعين الواحد منا دومًا على الاستمرار في القيام بالوسائل السابقة.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن النسيان من طبع الإنسان، ولكم سمعنا وقرأنا من نصائح وتوجيهات، كان لها أبلغ الأثر في نفوسنا، وعزمنا وقتها على القيام بمقتضياتها من أعمال، وبمرور الوقت ضعفت الهمة، ونسى التوجيه ..

فما العمل لتلافي هذه العقبات ونحن نسير في طريق إزالة أصنامنا؟!

الحل العملي هو حسن تطبيق قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].

الآية المباركة تدلنا على أهمية حبس النفس في طاعة الله من خلال الوجود في بيئة طيبة، وصحبة صالح يتم فيها التعاهد {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ}.

لابد إذن لكل من يريد الاستمرار في جهاد نفسه أن يتواجد في محضن تربوي وصحبة صالحة، يتربى فيهما على المعاني السابقة وغيرها.

التربية هي عمل الرسل واتباعهم:

إن قضية تغيير ما بالنفس ووضعها في قالبها الصحيح لمن أهم الأمور التي ينبغي أن يبذل فيها الجهد، وهي لن تتم بالمحاضرات والكتب فقط، ولكن بدوام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015