ونعلمهم كذلك كيف يستخرجون نعم الله عليهم من خلال قراءتهم للقرآن كيف يتعرفون عليها من مجريات الحياة وأحداثها اليومية.
فنثبت لهم هذه الحقيقة من خلال مواقف الحياة التي يتعرضون لها، وأننا جيمعًا بالله لا بأنفسنا، ولا نستطيع أن نستغني عنه سبحانه ولو لطرفة عين.
فنعلمهم بأن الغنى ليس كرامة، والفقر ليس إهانة، بل كلاهما مواد امتحان، نمتحن فيهما وعلينا بالشكر مع العطاء، والصبر مع المنع، ليترسخ لديهم بأن الغني ليس أفضل من الفقير بغناه، ولا الفقير أقل شأنًا من الغني بفقره، فالكل في امتحان، وعلينا كذلك تكرار حقيقة أن الملك كله لله، فلا يوجد لأحد على ظهر الأرض ملك ذاتي ولو مثقال ذرة.
فنمارس معهم صور التواضع، ونحببهم في الجلوس مع المساكين والأكل معهم ... ونعودهم على قبول الحق من أي إنسان، وخفض الجناح للمؤمنين، والقيام على خدمة الناس ...
للتشجيع دور كبير في بناء الشخصية القوية كما سيأتي بيانه، ومع ذلك فعلينا أن نربط عبارات التشجيع بتوفيق الله وفضله، ولا نسرف في مدحهم حتى لا نشعرهم بالاستعلاء على غيرهم، وعند وجود مواهب خاصة لدى بعضهم علينا أن نعوده على المبالغة في الشكر والتواضع لله عز وجل، وعدم الاستطالة بهذه المواهب على أصدقائه ...