ولو دققنا الملاحظة لوجدنا أن هذه التصورات قد تكونت في كثير من جوانبها وخطوطها الكبرى على خلفية التفسير المسيحي (الشرقي) للعقيدة الإسلامية. وكان من القيود التي قيدت تفكير المسيحيين الذين حاولوا فهم الإسلام - كما يذكر إدوارد سعيد - قيد القياس والتشبيه (?)، وكان الإشكال يتمحور حول إيجاد سند ديني مسيحي للإسلام وبنيه ..
يقول چورافسكي (?): «في المسيحية الشرق أوسطية كانت قد انتشرت قصة خرافية مؤداها أن محمدًا [- صلى الله عليه وسلم -] كان في البداية تلميذًا للراهب النسطوري (?) سرجيوس بحيرا، زاعمين أنه تلقى منه بعض المعلومات الأساسية عن التوراة والإنجيل، وبعد ذلك أعلن نفسه نبيًا وكوَّن عقيدة خاصة به».
قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} (?).
وتعد المؤلفات التي وضعها يوحنا الدمشقي (676 - 749م) من أبكر الدراسات المسيحية الشرقية عن الإسلام، خاصة مؤلفه (فيما يتعلق بالهرطقة Concerning Heresy/peri aipeseon)، والذي سرد فيه فصلًا خاصًا يتحدث فيه عن (هرطقة الإسماعيليين Heresy of the Ishmaelites) نسبة إلى العرب من نسل إسماعيل - عليه السلام - (?).
يقول الدكتور أحمد القاضي (?): «وقد عاش [يوحنا] في أكناف أمراء بني أمية. وقد ألَّف عدة مؤلفات ضمنها القدح في الإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم - وكتابه القرآن. فالإسلام عنده ليس