العقلية. وهكذا بدأ العالم الإسلامي يدخل تدريجيًا في مجال المصالح والاهتمامات الثقافية للأوروپيين.

يقول إدوارد سعيد (1935 - 2003م) (?): «الاهتمام الأوروپي بالإسلام لم ينشأ من حب الاستطلاع، بل من الخوف من منافس للمسيحية يتميز بوحدته وصلابته وبقوته الجبارة ثقافيًا وعسكريًا (?). وكان أوائل الباحثين الأوروپيين في الإسلام على نحو ما بيَّنه مؤرخون كثيرون، من أرباب المجادلات القروسطية (?) الذين كتبوا ما كتبوه لدرء خطر جحافل المسلمين التي تهددهم وخطر الارتداد عن الدين المسيحي. وقد استمرت هذه (التوليفة) من الخوف والعداء، بصورة ما، حتى يومنا هذا، سواء في الاهتمام العلمي أو غير العلمي بالإسلام» (?).

ويقول المستشرق الروسي ألكسي چورافسكي (?): «يمكن القول إن التصورات الغربية المعاصرة حول دين المسلمين لم تتكون وترتسم في صفحة بيضاء خالية، وإنما انعكست في مرآة قديمة مشوهة، إذ إن سكان أوروپاالمعاصرة ورثوا عن أسلافهم من القرون الوسطى مجموعة عريضة وراسخة من الأفكار حول الإسلام، التي كانت تتغير تدريجيًا مظاهرها الخارجية فقط، تبعًا لتغير الظروف في أوروپاذاتها، وتبعًا لطبيعة علاقاتها ومواقفها المستجدة نسبيًا مع البلدان الإسلامية وثقافاتها الحديثة» اهـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015