وبعد أن أفاض الباحثان في عرض البراهين والأدلة البالغة الدقة (?)، يخلصان إلى القول بأنه «لا يمكن للحجج الأخلاقية أو الاستراتيچية التي يستحضرها مؤيدو إسرائيل، أن تعلل العلاقة الأمريكية المميزة مع الدولة اليهودية على مر العقود الثلاثة الماضية. ويصح هذا بنوع خاص في فترة ما بعد الحرب الباردة عندما تبخر التعليل العقلاني الاستراتيچي في شكل كبير، وتقوض التعليل العقلاني الأخلاقي من خلال الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. وبرغم ذلك، تستمر العلاقة في النمو والتعمق ... ولأن القضية الاستراتيچية والأخلاقية تتزايد ضعفًا، فلا بد من وجود أمر آخر وراء هذا النمط العجيب من الدعم الأمريكي المتزايد لإسرائيل» اهـ (?).
إذن، فإن هذا التأييد المطلق غير المنطقي يرجع في الأساس - كما تقدم القول - إلى قوة نفوذ اللوبي الإسرائيلي وتأثيره في السياسة الخارجية للولايات المتحدة على وجه الخصوص، «فالمجموعات والأفراد الذين يشكلون اللوبي الإسرائيلي، هم في موقع مميز في شكل استثنائي للتأثير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وما يميزه باختصار، هو فعاليته الاستثنائية» (?).
ولقد أشار المسيري إشارة مهمة فقال (?): «لا يهتم الناخب الأمريكي كثيرًا بقضايا السياسة الخارجية ولا يفهمها كثيرًا، ولذا فإن أقلية مثل الجماعة اليهودية عندها هذا الاهتمام بإسرائيل وسياسة الولايات المتحدة تجاهها يمكنها أن تمارس نفوذًا قويًا في تحديد السياسة الخارجية الأمريكية» اهـ.
ومن المهم أن نشير إلى أن اللوبي يستفيد من غياب معارضة فاعلة له، وعلى ما شرحه