الولايات المتحدة، لكنها لا تعلل الاستعداد الأمريكي لتوفير هذه المساعدة بمثل هذا السخاء الذي تقوم به» (?).
يقول المسيري (?): «ما لم يطرأ لمثل هؤلاء [المنادين بمقولة قوة اللوبي الصهيوني] على بال أن من المحتمل أن الولايات المتحدة لا تدرك مصالحها بهذه الطريقة التي يتصورون أنها عقلانية بل لعلها ترى أن "عدم الاستقرار أو عدم الاستقرار المحكوم" Controlled Instability أفضل وضع بالنسبة لها، وأن وضع التجزئة العربية هو ما يخدم مصالحها، وأن إسرائيل هي أداتها في خلق حالة عدم الاستقرار المحكوم هذه، وهي الخادم الحقيقي لمصالحها» اهـ.
ينتقل والت وميرشايمر بعد ذلك إلى تمحيص المبرر الأخلاقي، فيقولان (?): «وقيل: إن مردّ عدائها [المجموعات الإرهابية المدعومة من قبل الدول المارقة] لإسرائيل والولايات المتحدة، هو نفورها من قيم الغرب اليهودية-المسيحية، وثقافته، ومؤسساته الديمقراطية. بعبارات أخرى، إنهم يكرهون الأمريكيين "لما نحن عليه"، وليس "لما نفعله". وهم يكرهون إسرائيل، بالطريقة نفسها، لأنها غربية أيضًا، وحديثة، وديمقراطية، وليس لأنها احتلت أرضًا عربية، بما في ذلك أماكن مقدسة إسلامية مهمة، ولأنها ظلمت سكانًا عربًا ... وبدلًا من النظر إلى إسرائيل بوصفها المصدر الرئيس لعلاقات أمريكا المضطربة مع العالمين العربي والإسلامي، يصور هذا السند العقلاني الجديد إسرائيل على أنها حليف رئيس في (الحرب الشاملة على الإرهاب). لماذا؟ لأنه يقال إن أعداءها هم أنفسهم أعداء أمريكا. وعلى حد ما ذكره أرييل شارون في خلال زيارة الولايات المتحدة أواخر 2001م، إثر الهجمات الرهيبة على مركز التجارة العالمي والپنتاجون: "أنتم في أمريكا تخوضون حربًا ضد الإرهاب. ونحن في إسرائيل نخوض حربًا ضد الإرهاب! إنها الحرب نفسها"».