باعتبارها مركزًا تجاريًا يربط بين منطقة البحر الأسود وآسيا وغرب أوروپاوأصبح لهم جيتو خاص بهم، قوبلوا بعداوة شديدة من بلد اعتنق المسيحية لتوه ويضم طبقة تجار بدائية للغاية (?).

أما في پولندا، فتعود أصول اليهود إلى القرن الثاني عشر - أي وقت الحروب الصليبية -، حين بدأت تهاجر جماعات من اليهود الألمان مع التجار الألمان، واستوطنت پولندا بدعوة من حكامها لتشجيع حركة التجارة. وهم يشكلون أغلب يهود العالم (?).

ومما شجع اليهود على الهجرة إلى پولندا، تدنِّي وضعهم في أوروپاالغربية إبان حروب الفرنجة، وفقدانهم وظيفتهم كتجار، وتَحوُّلهم إلى مرابين وتجار صغار. كما أن پولندا كانت البلد الوحيد تقريبًا في أوروپاالذي لا يتوقف فيه حق المواطنة على الانتماء إلى الكنيسة، كما كان الحال في بقية أوروپا؛ حيث كانت پولندا إمپراطورية تعددية تضم پولنديين كاثوليك وألمان وأوكران (?)، كما ضمت الأرثوذكس والفلمنك واليهود والأرمن والتتر المسلمين واليهود القرّائين ممن كانوا من أصل خزري ويتحدثون التركية، أي إن السكان كانوا يتبعون عددًا كبيرًا من الديانات وكانوا يتحدثون اثنتى عشرة لغة (?).

وتحت حكم سيچسموند الأول Sigismund I (1467 - 1548 م) ملك پولندا ودوق ليتوانيا انتشرت الپروتستانتية في پولندا، الأمر الذي أدَّى إلى خلق جو من التعددية والتسامح. واستمر سيچسموند في سياسة تشجيع التجارة، فأصدر مراسيم تؤكد المزايا التي حصل عليها أعضاء الجماعة اليهودية. وأكد سيچسموند الثاني (1520 - 1572م) حقوق أعضاء الجماعة اليهودية، وزادت أهمية الدور الذي كانوا يلعبونه في الأعمال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015