ومنذ ذلك الحين بدأ ما وصفه وليام آر. پولك William R. Polk في كتابه (الستار الخلفي للتراچيديا رضي الله عنهackdrop to Tragedy) بـ «الاتحاد العجيب بين سياسة الإمپراطورية ونوع من الصهيونية المسيحية الأبوية التي تتجلى في السياسة البريطانية فيما بعد» (?).

والمتأمل يجد أن «المقدمات التي وضعوها وتتابع الأحداث السياسية والعسكرية أضفت على آرائهم عن الآخرة صبغة من الواقعية وولدت بين الجماهير اعتقادًا بأن ما كان يحدث أمام أبصارهم هو تسلسل أحداث سفر الرؤيا التي وردت في النبوءات على آخر الزمان» (?).

ولكن ما لا شك فيه أن تطور المسألة اليهودية في أوروپازاد من الضغط على إنجلترا لاتخاذ خطوات سياسية أكثر إيجابية، ونحن لا يمكننا وضع تصور صحيح لمجريات الأحداث دون التوقف بعض الشيء لنبش جذور هذه المسألة اليهودية، والتي نمت بذرتها الأولى بين يهود پولندا وروسيا، أو يهود اليديشية (?) أو شرق أوروپاكما يطلق عليهم ..

جذور المسألة اليهودية:

يرجع تواجد اليهود في روسيا إلى القرن التاسع الميلادي حين توسعت مملكة الخزر اليهودية في وادي فولجا Volga ومناطق أخرى من روسيا. وقد اشترك يهود الخزر، حسبما ورد في الموروثات الشعبية الروسية، في المناظرة الدينية التي عقدت بين ممثلي الديانات الثلاث عام 986م أمام أمير كييف Kiev، وقد اعتنق بعدها المسيحية وأصبحت الأرثوذكسية هي الدين الرسمي لروسيا. وبعد أن استقر اليهود في المدينة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015