يهوه، طبقًا لعقيدتكم، وافعلوا ذلك في العلن وافعلوه إلى الأبد.
بوناپارت" (?).
وهكذا تجيء (ورقة ناپليون) اليهودية تصورًا للمستقبل ورؤية - ولكنها لم تكن (رؤية نبي)، وإنما كانت رؤية إمپراطور يملك حسًّا استراتيچيًا نابهًا وبعيدًا -، وربما لا تتحقق بسرعة، لكنها قابلة للتحقيق في مستقبل الأيام، وبها قد ينشأ وطن يهودي يكون ضمانًا إضافيًا إذا أمكن، ويكون عازلًا إذا اقتضت الضرورات! وفي صياغتها فإن صاحبها استخدم مطالب الإمپراطورية ودروس التاريخ والأسطورة الدينية القديمة وحوَّلها إلى استراتيچية.
والثابت أن ناپليون لم يتخل عن تقديراته الاستراتيچية حتى بعد أن اضطر إلى التسلل ليلًا من مصر والعودة إلى فرنسا، وراح يواصل من پاريس صراعه للسيطرة على أوروپا، إلى حيث تحمله جياده وتصل مرامي مدافعه! (?).
...
إن عجلة التاريخ لم يتوقف دورانها، ولقد استطاعت بريطانيا دحر خطط ناپليون، واستفتحت بتدمير الأميرال هوراشيو نيلسون Horatio Nelson (1758 - 1805 م) لأسطول ناپليون عند مصب النيل في معركة أبي قير (1 - 2 أغسطس 1798م)، وختمت