وهذا اعتقاد «لا يقوم على ساقٍ صحيحة ولا ساق عرجاء»! (?).
أما على الجانب العاطفي، فلقد روج الصهاينة لهذه الصورة المختزلة للشتات اليهودي، مع إبراز وتضخيم صور العداء لليهود على مر العصور في محاولة لاحتكار دور الضحية واستمالة الرأي العام لصالحهم، بل وتوظيفه في خدمة مشروعهم السياسي الاستعماري التوراتي. وكأن ما وقع بهم من بلاء لا يُنكَر في مختلف البقاع - رغم أنه لم يكن القاعدة - لم يكن نتاجًا لما قدمت أيديهم وأن الله ليس بظلام للعبيد، وكأنهم لم يستحقوا وعيد الله تعالى لهم: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} (?)، بل زعموا أن ما حلَّ بهم إنما جاء نتيجة خطأ إلهي بدر منه في وقت طيش! «وقد اعترف الله بخطئه في تصريحه بتخريب الهيكل، فصار يبكي ويمضي ثلاثة أجزاء الليل يزأر كالأسد قائلًا: تبًا لي لأني صرحت بخراب وإحراق الهيكل ونهب أولادي»، كذلك فإنه «يندم على تركه اليهود في حالة تعاسة حتى إنه يلطم ويبكي كل يوم فتسقط من عينيه دمعتان في البحر فيسمع دويهما من بدء العالم إلى أقصاه، وتضطرب المياه، وترتجف الأرض في أغلب الأحيان فتحصل الزلازل!!»، «ولما يسمع الباري تعالى تمجيد الناس له يطرق رأسه ويقول: ما أسعد المَلِك الذي يُمدَح ويُبَجَّل مع استحقاقه لذلك، ولكن لا يستحق شيئًا من المدح الأب الذي يترك أولاده في الشقاء» (?)،
{غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} (?).