التبشيرية الپروتستانتية والكاثوليكية التي يغزو بها الغرب العالم الإسلامي، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، وكلاهما لهما مرجعية واحدة؛ فالقاعدة الدينية العامة عندهم تقول: «أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله» (?)، وما لقيصر هو ما أكدَّه ريتشارد هاس Richard Haass مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية من أن «الهدف الرئيس للسياسة الخارجية الأمريكية يتمثل في دفع الدول والمنظمات الأخرى إلى أن تتكامل في ترتيبات تجعل العالم يتلاءم مع مصالح الولايات المتحدة وقيمها» (?)، وما لله - في زعمهم - هو ما وضحه المبشر الأمريكي صامويل زويمر Samuel Zwemer (1867 - 1952 م) في كونه إخراج جيل «لا صلة له بربه»، لا يهم في أي وادٍ يهلك! وهذا ما طمأن له قديمًا المستشرق الفرنسي ألفرد لُ شاتلييه (1855 - 1929م) بقوله (?):

«لا ينبغي لنا أن نتوقع من جمهور العالم الإسلامي أن يتخذ له أوضاعًا وخصائص أخرى إذا هو تنازل عن أوضاعه وخصائصه الاجتماعية، إذ الضعف التدريجي في الاعتقاد بالفكرة الإسلامية وما يتبع هذا الضعف من الانتقاص والاضمحلال الملازم له، سوف يفضي - بعد انتشاره في كل الجهات - إلى انحلال الروح الدينية من أساسها لا إلى نشأتها بشكل آخر» اهـ.

إذن، فإن (قضية إنهاء العداوة) التي أشار إليها بوش (الأب) في خطابه تحمل في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015