شاعر العصر. ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة، واشتغل بالعلم على جماعة من الشيوخ مع ذكاء مفرط، وقال الشعر فأكثر، وبرع في فنون الأدب نظمًا ونثرًا وهو الآن شاعر الدنيا على الإطلاق، لا يشاركه في طبقته أحد. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعمائة.
ومن نظمه وأنشاده عندي في الإملاء:
شجاك بربع العامرية معهد ... به أنكرت عيناك ما كنت تعهد
ترحل عنه أهله بأهلة ... بأحداجها غيد من العين خرد
كواعب أتراب حسان كأنها ... بدور بأغصان النقا يتأود
ومما شجاني فوق عودٍ حمامة ... ترجع ألحانًا لها وتغرد
كأن بدمعي الكف منها مخضب ... وبالحزن مني الجيد منها مقلد
وبي غادة كالشمس في أفق حسنها ... نأت وبقلبي حرها يتوقد
ولو هددت رضوي بتبريج هجرها ... لأمسى من التهديد وهو مهدد
خفيفة أعطاف نشاوي من الصبا ... ثقيلة أردافٍ تقيم وتقعد
من النافثات السحر في عقد النهى ... بنجلاء عنها سحر هاروت يسند
وعيني تروي عن معين دموعها ... وسمعي عن عذل العذول مسدد
وأعجب من جسم حكى الماء رقةً ... يقل بلطفٍ قلبها وهو جلمد
محيا كبدر النم في جنحٍ طرةٍ ... يظل به غصن النقا يتأود
وجنّات وجناتٍ بماء نعيمها ... على النور نار أصبحت تتوقد
مهاة إذا استنت بعود أراكةٍ ... على متن سمطي لؤلؤ يتردد
تربك ثنيات العقيق ببارق ... جلالي النقا منه العذيب المبرد