قال ابن حوقل (?) في كتاب الأقاليم: اعلم أن حد ديار مصر الشمالي بحر الروم رفح من العريش ممتدًا على الجفار إلى الفرما، إلى الطينة، إلى دمياط، إلى ساحل رشيد، إلى الإسكندرية وبرقة إلى الساحل، آخذًا (?) جنوبًا إلى ظهر الواحات، إلى حدود النوبة، والحد الجنوبي من حدود النوبة المذكورة، آخذًا شرقًا (?) إلى أسوان، إلى بحر القلزم،. والحد الشرقي من بحر القلزم قبالة أسوان إلى عيذاب، إلى القصير، إلى القلزم، إلى تيه بني إسرائيل، ثم يعطف شمالا إلى بحر الروم، إلى رفح، حيث ابتدأنا، وبقاعها كثيرة.
وقال غيره: مصر هي إقليم العجائب، ومعدن الغرائب، وكانت مدنًا متقاربة على الشطين؛ كأنها مدينة واحدة، والبساتين خلف المدن متصلة كأنها بستان واحدًا، والمزراع من خلف البساتين، حتى قيل: إن الكتاب كان يصل من إسكندرية إلى أسوان في يوم واحد، يتناوله قيم البساتين واحد إلى واحد. وقد دمر الله تلك المعالم، وطمس على تلك الأموال والمعادن.
حُكي أن المأمون لما دخل مصر، قال: قبح الله فرعون إذ قال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} (?) ، فلو رأى العراق! فقال له سعيد بن عفير: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين