ثم اعلم أخي المسلم الكريم، أنَّ الإنسان أهم وأشرف خلق الله - عز وجل - على وجه الأرض قاطبة، وقد جعل الله له مكانة كبيرة؛ ولذلك استخلف الله الإنسان في عمارة الأرض ورعايتها، بما وهبه فيها من طاقات وقدرات عقلية ونفسية وعلمية تجعله يقوم بواجب هذا الاستخلاف؛ لذا فإنَّ الله لما خلق آدم أمر الملائكة بالسجود له. فمكانة الإنسان في هذه الحياة هي السبب في أنْ يحاط بسياج منيع؛ حتى لا يتعدى أحدٌ على حق الحياة إلا بحق مشروع فيه برهان من الله - عز وجل -. إذن فحفظ النفس ووقايتها ضرورة من ضرورات الحياة، وقد حرص الإسلام على صيانتها ورعايتها. والإسلام قد طبّق الأحكام المترتبة على قتل النفس المسلمة من أجل صيانة النفس المسلمة من القتل؛ إذ تواردت الآيات وتلاحقت الأحاديث على عظم هذه الجريمة، وطُبِّقَتْ أحكام القصاص في عهد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وفي عهد الخلفاء الراشدين، قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: إنَّ غلاماً قُتِلَ غيلة (?) فقال عمر: ((لو اشترك فيها أهل صنعاء لقتلتهم)) (?) وروى المغيرة بن حكيم عن أبيه، قال: ((إنَّ أربعةً قَتلوا صبياً فقال عمر - رضي الله عنه -: ((والله لو أنَّ أهل صنعاء اشتركوا في قتله لقتلتهم أجمعين)) (?) .