العظات والعبر والنهايات السارة للمتقين والعاقبة السيئة للمكذبين والضالين وجعل الأمثل شاخصة في ذلك كله أمام السامعين ليختاروا لأنفسهم وضع أنفسهم مع هذا الفريق أو ذاك. ولذلك فقد أورد رحمه الله في صدر كتابه"ثلاثة الأصول" قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} والمخاطب بهذه الآية أهل مكة والرسول الأول هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. والرسول الثاني هو موسى عليه السلام أرسل إلى فرعون فكذبه فكانت النتيجة بعد صراع مرير أن أخذه الله أخذا وبيلا. وهذا فيه إشعار لكفار قريش بأنهم إن فعلوا مع نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ما فعل فرعون مع موسى أخذهم الله كما أخذ فرعون وكانت نهايتهم نهاية مؤلمة، وعليهم أن يختاروا لأنفسهم، وهكذا صار رحمه الله عليه يورد في دروسه ومواعظه ومؤلفاته قصص الأنبياء مع أممهم من آمن منهم أو كذب ونهاية كل من آمن أو كفر لما فيها من العبر والعظات للسامع وإدخال العبر من أو سع أبوابها. ثم إنه رحمه الله كتب مؤلفا قيما في السيرة النبوية يعد من أنفس الكتب في بابه ضمنه من اللفتات والعظات والعبر ما ينسجم مع دعوته الإصلاحية ويحقق تربية إسلامية رفيعة لطلابه وقراء كتبه إلى جانب نقله لسير الأئمة الأعلام في التاريخ الإسلامي والمحن التي تعرضوا لها والنهايات السعيدة التي انتهوا إليها مثل محنة الإمام أحمد بن حنبل والإمام ابن تيمية وغيرهم من أعلام الإسلام فحقق بهذه الطريقة قدرا كبيرا من النجاح لدعوته الإصلاحية في نجد.

* التربية بالقصة:

ومن أنماط التربية في المنهج التربوي في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب الإسلامية في نجد التربية بذكر القصص في القرآن والسنة وأخذ العبرة النافعة لدعوته والتأثير بها على الناس في اختيار طريق الحق الذي سلكه للإصلاح ومن قرأ كتب ومؤلفات الإمام يعرف اهتمامه بإيراد القصة الحقيقية الثابتة في القرآن والسنة النبوية. من ذلك قصة نوح مع قومه وقصة إبراهيم مع قومه وقصة موسى وغيرهم من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. وأورد قصصا ثابتة في السنة النبوية المطهرة مثل قصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى، وهي قصة طويلة ثابتة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015