رحل في طلب العلم على علماء المسلمين في الحرمين الشريفين وفي العراق والاحساء وغيرها من بلاد الله. فأخذ وناقش وعرف أحوال المسلمين في مختلف ديارهم ثم عاد حاملا من زاد العلم ما كان له أثر في فهم ما يدعوا إليه ورد ما يثار حولها من أباطيل وشبه.
المبدأ الثاني – العمل:
أما تطبيقه للمبتدأ الثاني في منهج دعوته وهو العمل بما علم فقد كان رحمه الله اتقى الناس في حياته وأكثرهم إيمانا بربه وأخلصهم لدينهم وأحبهم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. يقول ابن بشر رحمه الله: "كان الشيخ – يعني محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى – كثير الذكر لله قل ما يفتر لسانه من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وكان إذا جلس الناس ينتظرونه يعلمون إقباله إليهم قبل أن يروه من كثرة لهجته بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير. وكان عطاؤه عطاء من وثق بالله لا يخشى الفقر بحيث إنه يهب الزكاة والغنيمة في موضع واحد لا يقوم ومعه منها شيء ويتحمل الدين الكثير لأضيافه وسائر الوافدين إليه وعليه الهيبة والعظمة التي ما سمعنا بها اتفقت لغيره من العلماء والرؤساء وغيرهم وهذا شيء وضعه الله في القلوب وإلا فما علمنا أحدا ألين ولا أخفض جنابا منه لطالب علم أو سائل أو ذي حاجة أو مقتبس فائدة، وكان له مجالس عديدة في التدريس كل يوم وكل وقت في التوحيد والتفسير والفقه وغيرها " 1 ثم قال: "وبالجملة فمحاسنه وفضائله أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر ولو بسط القول فيها لا تسع الأسفار ولكن هذه قطرة من بحر فضائله على وجه الاختصار وكفى بفضله شرفا ما حصل بسببه من إزالة البدع واجتماع المسلمين وتقويم الجماعات والجمع وتجديد الدين بعد دروسه وقطع أصول الشرك بعد غروسه"2