وهذا يدل على أن الشيخ رحمه الله تعالى يرعى في طول الرسائل وقصرها حال المخاطب وموضوع الرسالة والوفاء بالغرض المطلوب ولهذا جاءت رسائله رحمه الله متفاوتة في الطول والقصر في الإيجاز والإطالة محققة لغرض المطلوب.

وهو في رسائله وفي كتاباته أعطى كل مقام ما يناسبه وما يكون انتهاجه أنجح للدعوة وأبلغ في البيان وهو بذلك أشبه بالطبيب الماهر الذي يجعل لكل داء دواء يناسبه ويستجيب له محققا بذلك نجاحا عظيما في بيان الحق ودحض الباطل وإقامة الحجة على المعارضين رحمه الله رحمة واسعة.

هذه البنود التي ذكرتها في حقيقة عقيدة محمد بن عبد الوهاب التي لخصتها من رسائله الشخصية ومن كتاباته في التوحيد مثل ثلاثة الأصول وكتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد والقواعد الأربعة وغيرها من كتابات الشيخ رحمه الله في عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أئمة المذاهب الأربعة المتبوعة اليوم وأئمة المذاهب الإسلامية التي لم يعد لها أتباع وإنما حفظت كتب التفسير وشروح الأحاديث النبوية وكتب الخلاف آرائهم والذين جاءوا من بعدهم من أئمة الهدى مثل ابن تيمية وابن قيم وابن رجب والطحاوي وابن قدامة وغيرهم وهي تشبه ما كتبه من قبله شيخ الإسلام أبو محمد موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي: لمعة الاعتقاد ومتن الطحاوية وملخص شديد التلخيص لمؤلفات ابن تيمية في العقيدة مثل الحموية والتدمرية وكتاب الإيمان وغيرها.

والحق أنه لا يطلب من مصلح أتى أو يأتي إلى يوم القيامة أن يأتي بجديد في هذه الأصول إنما الجديد هو أخذ هذه الأصول استنادا إلى أدلتها الشرعية عن فهم دقيق لأدلتها ووعي كامل بمنهج السلف الصالح فيها وإقتناع تام وقدرة على التفريع عليها والتمييز الكامل بين منهج السلف في ذلك كله وبين مناهج الخلف من أهل الكلام الذين ضلوا في هذه المسائل بين الإفراط والتفريط والتقصير والغلو.

ومن تتبع كتب الشيخ محمد رحمه الله ورسائله وكتابات تلاميذه عرف أن هذه المدرسة كانت على جانب كبير من الفهم الدقيق لحقيقة هذه العقيدة، ومعرفة ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015